سحر الأمير تكتب: الأساطير مفتاح معرض سعاد مردم بك
أرى أن مفتاح المعرض الأخير للفنانة السورية سعاد مردم بك هو الأساطير، بمفهومها الواسع المترجم لرؤية فنانة مثقفة دارسة في البداية للفلسفة، فقد جاءها الفن التشكيلي بعد تراكمات عديدة من تجول في متاحف العالم ودراسات خاصة بها للفن العالمي وفي مراسم فنانين، ساعدتها هذه العوامل على صنع معادل بصري لمنتج فني تعرف انتسابه إليها حتي دون أن ترى إمضاءها.
نجحت سعاد تقنيًا أيضًا عن طريق مزج الخامات بعد تجربتها جيدًا على المسطح بمساحات كبيرة وببراعة شديدة بين الألوان والأحبار وفن الكولاج، نرى ذلك في الأحمر الساخن وعلاقتها مع الأصفر الفاتح التي هي بيجات باردة كتضاد يؤكد المعنى.
يذكرنا هذا بالمخطوطات القديمة جدًا أو خربشات الكهوف الجبلية، عندما ترسم وجه امرأة ربما تقصد بها أسطورة أيزيس الفرعونية، وأخري نجد سيدنا إبراهيم محتضنا ذبيحته بعيون تنظر للداخل وربما اختارت قصة من الإنجيل في عمل ثالث، هو جو ميتافيزيقي يتحول لحلم قديم، هو معرض للخيال يتجول داخله المتلقى راضيًا.
للفنانة عالم خاص صادقة فيه حتي في إكسسوارتها الشخصية الشبيهة برسومها، تعيش بأفكارها الراسخة الحاضرة في الحركة التشكيلية المصرية بمعرض كل عام تقريبا، وبصداقات ومكانة يقدرها الجميع، كما أنها أحيانًا تقتني أعمال وتساعد الشباب، يعطيها كل هذا محبة وقوة داخلية لصنع أعمال صرحية كبيرة يؤكد ضخامتها تجاورها مع المساحات الصغيرة.
علامة الاستفهام تيمة هذا المعرض وعنوانه هو رمز يضيف للفراغ اللون وهو سؤال يذكرنا بأن الفنون كلها محفز للتساؤل، لا إجابات ولا جدوى من الرد، هي حلاوة البحث والنهاية التي يتلقاها غير التشكيلي، يفهمها ويتواصل معها كأنه داخل فيلم سينما قصير مشاهده هي لوحات سعاد مردم بك.