إيران ما بعد سليماني.. توقعات بمستقبل أكثر تشتتا

استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية، في مطلع الشهر الجاري، قائد فليق القدس الايراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بغارة جوية.

واعتبر مقتل قاسم سليماني القائد العسكري الأكبر في إيران، صفعة بوجه النظام الإيراني، أدى إلى تصور هزلي للسياسات الإيرانية، ومستقبل أكثر تشتتا، فضلا عن التوترات المتصاعدة داخل إيران، وانقسام على مستوى القادة.

-غضب إيراني كبير لأول مرة ضد خامنئي منذ بداية حكم الملالي

يواجه المرشد الإيراني خلال هذه الفترة، غضبا إيرانيا وتحديا كبيرا خلال هذه الفترة بسبب الاحتجاجات الإيرانية، وتعتبر تلك التحديات التي يواجهها الأكبر له منذ ثلاثة عقود من حكمه.

- تشتت إيراني كبير

في أعقاب الرد الإيراني على مقتل سليماني، استهدفت إيران قاعدتين أمريكيتين في العراق، بـ12 صاروخا إيرانيا، وفي تلك اللحظة استهدف صاروخ بالخطأ طائرة أوكرانية في طهران، ما أدى إلى سقوطها ومقتل 176 شخصا.

-اعتراف إيراني

وكانت السلطات في إيران، أنكرت بعد الحادث أي صلة للبلاد عن حادث سقوط الطائرة، إلا أنه بعد ثلاثة أيام، اعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني، بخطأ كارثي أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية.

ومن جانبه، اعترف أيضا الحرس الثوري الإيراني بخطأ أدى إلى تحطم الطائرة الأوكرانية، فيما أعلنت السلطات في حينها إلى افتتاح تحقيق عادل وكامل حول الحادث.

-تحول حداد سليماني إلي احتجاجات ضد خامنئي

في الأيام الأخيرة، تحول حداد الإيرانيين على مقتل قاسم سليماني إلى الغضب، بعد أن تبين أن إيران قد أسقطت بطريق الخطأ طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل 176 شخصًا.

هناك الآن "اتهامات بأن الدولة تكذب بصورة منهجية، وبالتالي أصبح خامنئي هو الهدف الرئيسي للغضب العام كزعيم بارز وحكومة حسن روحاني التي تعتبر عرجاءً للغاية لإجراء أي تغييرات".

ويواصل المحتجون في إيران، تظاهراتهم لليوم الخامس على التوالي ضد السلطات الإيرانية، وقاموا خلال الفترة الماضية بتمزيق صورة سليماني.

-الخلافات السياسية بين روحاني والحرس الثوري

وبعدها كشفت تقارير إعلامية عن وجود انقسامات وخلافات سياسية ظاهرة في العلن بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والحرس الثوري، وذلك بسبب سقوط الطائرة الأوكرانية في إيران.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز، إن"العلاقة بين الأمة والدولة لم تكن قط منقسمة كما هي اليوم، بينما حتى داخل النظام السياسي، يتهم السياسيون بعضهم البعض بالاختباء والتظاهر".

وكان روحاني، اتهم الحرسَ الثوري بتضليله فيما يتعلق بحادث إسقاط الطائرة الأوكرانية الذي خلَّف مقتل أكثر من 170 مدنيا، بينما اتهم الحرس الثوري حكومةَ روحاني بالتخلي عنهم في مواجهة الغضب الشعبي من الحادث.

وأشارت صحيفة التليجراف البريطانية، أمس الأول الاثنين في تقرير لها، إلى أن حدة التوترات بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني تصاعدت عندما اتهم مكتب الرئيس حسن روحاني قوات النخبة العسكرية بتضليلهم بشأن إسقاط طائرة ركاب مدنية عن طريق الخطأ.

-اختلاف طرق القمع الإيراني بعد مقتل سليماني

اختلفت طرق القمع الايراني بشككل ملحوظ عن الاحتجاجات الأخيرة في إيران، والتي اندلعت في 15 نوفمبر العام الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف مواطن إيراني بسبب تدخل الحرس الثوري الايراني، وإخماد الاحتجاجات في أعقاب أسبوعين من اندلاعها.

وعلى الرغم من الأساليب القمعية الإيرانية المتعددة والتي تتمثل في الغاز المسيل وإطلاق النار، إلا أن حدة قمع الاحتجاجات تقابل التهدئة.