منير يبكي: كيف شخّص الطب النفسي أحزان الكينج؟
تداول رواد التواصل الاجتماعى صورة يظهر فيها الفنان محمد منير، وعيناه مملؤة بالدموع، لتنتشر بين أرجاء العالم الافتراضي، تعبيرًا عن الحزن والألم حيال هذه الصورة التى تم التقاطها أثناء تشييع جثمان محمود أبو اليزيد، ابن عمه، وزوج شقيقته ومدير أعماله أيضًا من مسجد الحصرى، فهل يمكن لصورة أن تهز قلوب المصريين؟
صدمة الفراق
ظهرت ملامح الحزن على الكينج خلال مراسم عزاء مدير أعماله وصل إلى حد البكاء، على رفيق حياته الذى كان يلازمه خطوات نجاحه، حيث ظهر على وجه حزن الفقد وصدمة الفراق، وعبّر محمد منير عن مصابه الكبير فى تغريدة له عبر حسابه الرسمى على تويتر::إنا لله وإنا إليه راجعون.. افتقدت اليوم زوج شقيقتى ومدير أعمالى محمود أبا يزيد"، مضيفًا: "كان له تأثير كبير فى كل خطواتى الفنية وكان مثالا للتفانى والإخلاص، رحمك الله رحمة واسعة، العزاء فى مسجد الشرطة بالشيخ زايد يوم الاثنين 13 يناير 2020".
سيكولوجية الفنان
يبكى كثيرون لأجل فراق أحبابهم، فالألم واحد، والحزن مشترك، ولكن الإحساس والصدق ربما يختلفان من شخص إلى آخر، وفى هذا يخبرنا دكتور على عبد الراضى، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، عما يسمي بـ "سيكولوجية الفنان"، وهى المعنية بالتركيبة النفسية للفنان، التى تجمع ما بين خليط من الشخصية وعلم النفس الإبداعي، و"الشخص الإبداعي" هو أكثر الأشخاص الذى يشعر بالأمور من زوايا وأبعاد مختلفة وهى طبيعة "الكينج محمد منير".
يستفيض دكتور على عبد الراضى فى شرح طبيعة الفنان التى تمثلت فى منير: "إحساس منير بالكلمات والمعانى هذا الذكاء اللغوى الذى يمتلكه، يجعل من كل كلمة مدول ومعنى وعبرة، فيكون محمل بكم كبير من الرقة والمشاعر فى القلب".
إضافة إلى ذلك تاريخه الفنى الكبير، حيث غنى منير لشعراء كثيرون، وكانت الألحان والموسيقى صحبته طوال الوقت، هنا يشير على عبد الراضى إلى "جعلت تلك الطبيعة الفنية لمحمد منير أن يتكون لديه نوع من الرقة، التى من خلاله بستطيع أن يشعر بالمواقف بسرعة شديدة".
سيكولوجية المستمع
ننتقل هنا إلى المتلقى أو المستمع، فحينما شاهد كثيرون من محبى الفنان صورة منير وهو يبكى، لم يتوقفوا عن الشعور بالألم حيال نجمهم المفضل، فيشرح دكتور على عبد الراضى هذه الحالة قائلًا: "استطاع منير عبر السنوات الماضية أن يصل بأغانيه إلى قلوب الناس من جميع شرائح المجتمع سواء شباب، نساء، كبار"
ويعد صلة القرب بين منير وجيل الشباب الحالى وطيدة للغاية، أحد أسباب تأثر جمهوره بحزنه هذا، فنجده المتلقى وهو طفل يستمع إلى أغانى منير فى رمضان من خلال "مسلسل بكار"، وحينما أصبح بعمرٍ كبير، ظل يستمع إلى أغانيه مثل "إيديا فى جيوبي"، يعلق على عبد الراضى على هذه الحالة: "نحن تربينا على أغانى منير، وهذا ما يسمى بـ (سيكولوجية المستمع أو المشاهد)، الذى يشعر بأن منير شبهه وأحد أفراد عائلته، ففى الحزن نجد أن أول من سيشعر به هو جمهوره، لهذا نسمى الفنانين بـ(القوى الناعمة)، من خلال تلك التفاعلية الرمزية".
هل يمكن أن تؤثر صورة على الحالة العامة؟
يرى الاستشارى النفسى أنه بالطبع يمكن أن تؤثر هذه الصورة على الحالة العامة، خاصة أن الجميع يعلم صدق مشاعر منير، بجانب البيئة المحيطة، الآن، فصل الشتاء، المعروف بوجود ما يسمى بـ"الاضطراب المزاجي"، أو "الاكتئاب الشتوى" حيث يطغى على البعض انحراف نحو الاكتئاب الموسمى، فمن السهل جدًا التأثر بأى شئ حزين، مشيرًا إلى أن أكثر الفئات ضررًا النساء، بجانب ذكريات البعض الطيبة مع أغانى منير، "اللي قضى العمر هزار.. واللي قضى العمر بجد..شد لحاف الشتا م البرد.. حط الدبله وحط الساعه حط سجايره والولاعه..علق حلمه على الشماعه".