رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماركو جرجس صاحب "كلنا انسان" للرئيس: كتاب احترام الآخر "جاهز "

جريدة الدستور

في لفتة طيبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، استجاب، لطلب مهند عماد، سفير للطفولة، ومتحدي إعاقة بصرية، بإضافة مادة «احترام الآخر» في الجامعات والمدارس، بحيث يتم تعليم الأطفال من الصغر قبول المختلفين سواء متحدي الإعاقة أو أصحاب البشرة أو الجنسية المغايرة، وهو ما استجاب له الرئيس قائلًا: «احنا هنعملها فورًا يا مهند».

لكن فكرة القبول وحب الآخر بدأت نواتها مع شاب عشريني، ماركو جرجس، من خلال كتابه "كلنا إنسان" الذي قصد به أن يكون بذرة للمحبة وقبول الآخر، ونقله إلى الأطفال من صغرهم، وهو ما شجعه على مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتبني كتابه، وقال: بعد قبول الرئيس اقتراح مهند، أحلم أن يتم الاستعانة بفكرة كتابي، وأحب أقول لسيادة الرئيس: "الفكرة جاهزة".

ويروي "ماركو" خلال حواره لـ«الدستور»، أن في بداية الفكرة جاءته عام ٢٠١٧، "كنت متفرغ لفترة من العمل وراودني حلم كبير أن يكون بالمدارس المصرية مادة تتحدث عن الإنسانية، وقبول الآخر، ونبذ التعصب والتنمر والتطرف، وظللت طوال العام أعد في المادة بحيث تكون شيقة ومبتكرة، تترك تأثير كبير في نفوس الأطفال طوال حياتهم، ولا ينسوها أبدا، وتطور هذا الحلم ليصبح كتاب تربوي وتعد فكرة الكتاب جديدة على المستوى التعليمي الخاص بالأطفال.

ويضيف صاحب كتاب "كلنا إنسان": مع مطلع عام ٢٠١٨ بدأت في تنفيذ الحلم على أرض الواقع، وخاطبت المدارس، وفوجئت بردود الأفعال المرحبة جدًا بالفكرة، وفتحت لي الكثير منها أبوابها، ليتم تضمين المنهج مع المنهج الدراسي، حتى أن أحد المديرين قال لي: جئت في وقتك، بالكاد قمنا بفض اشتباك طائفي بين اثنان من الطلاب".

وأوضح "ماركو" رد فعله عقب استجابة الرئيس لطلب الطفل مهند بوجود مادة دراسية تعلم الصغار قبول الآخر، قال: "عندما أعلن الرئيس عن مادة كهذه، شعرت أنني أرى حلمي يتحقق، حتى لو لم يتم استخدام مادتي وكتابي تحديدا، فالهدف الرئيسي يتحقق، فحلمي منذ أن بدأت تعميم هذه المادة بكل المدارس، وناديت بها في كل اللقاءات الصحفية والتلفزيونية، وأدركت الآن أنها أعظم فرصة أن أراسل السيد الرئيس، وأرسل له نسخ من المادة، ورؤيتي حول هذا المشروع، وبالفعل بدأت بالتحرك نحو هذا.

أما عن سبب كتابته هذا الكتاب منذ العام الماضي، أرجع ذلك إلى تعرضه في سن الطفولة للعنصرية والتمييز بأنواعه في المدرسة، فنشأ بيئة غير سوية، وحتى في سن الشباب أحاطه التعصب والتطرف داخل كل دوائر العلاقات سواء الدينية أو الاجتماعية، هذا بخلاف الأحداث الإرهابية والتنمر، وإهانة الأشخاص ذوي لون البشرة المختلف أو المظهر المختلف عن المعتاد، وتعرضهم للتنمر والسخرية أكثر من أي وقت مضى.

وعن تفاصيل المادة بالكتاب، أكد جرجس أنه مكون من 5 فصول، كل واحد منهم يحمل عنوان، مثل فصل معنون بـ"الألوان"، يتحدث فيه عن أهمية اختلاف الألوان والتباين في الحياة، ووجود تناقضات كلها لصالح البشر، مثل اللون الأزرق بالسماء، والأصفر بالشمس، والأبيض بالقمر، ومع ذلك فالكون في تكامل وانسجام، وهذا ما يحدث إذا تقبلنا اختلافات بعضنا البعض أسوة بالشعوب المتحضرة.

ويقدم ماركو الكتاب من خلال ورش عمل يكون الطفل جزء منها، ومن خلال فقرات درامية يمثلها أطفال آخرين للحديث عن قبول الأشخاص أيًا كان مظهرهم وأفكارهم المغايرة، لإن الانسانية في النهاية تتسع للجميع، وهذا ما يحمله العنوان "كلنا انسان".

وسبق أن دعته مؤسسة الأزهر الشريف لإلقاء قصيدة في الجامعة وتم تصويرها على القناة الأزهرية، كانت بعنوان "علامة الصلاة" تتحدث عن علامة الصلاة التي لا تعني الزبيبة في الجبهة، ولا الصليب لكنها تعني التعامل والمحبة بين الجميع.