باحث عراقي يكشف تطورات التظاهرات ومطالب المحتجين في العراق
أكد الدكتور عبد السلام المحمدي باحث عراقي، أن ما تشهده بغداد ليست تظاهرات عشوائية كما يظن البعض ولا وليد الصدفة، لكنها ثورة سلمية.
وأوضح المحمدي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن ثورة العراقيين سلمية بكل المقاييس الإنسانية، ومطالبهم مشروعة ضد القهر والظلم، مضيفا: "ولو قرأنا ما يحصل بعين محايدة نرى أن من خرجوا أو استشهدوا كانوا بعمر الزهور ممن ولدوا بعد عام ٢٠٠٠، فكيف يمكن لأحد أن يقول انهم بعثيون أو صداميون أو أنهم ينتمون لجهات أجنبية؟!
وأشار الباحث العراقي إلى أنه لأول مرة تشارك المرأة بهذه المشاركة المشرفة حيث سطرت اروع الملاحم البطولية فنالت بعضهن الشهادة وأخريات نلن الاختطاف والتعذيب تحت مرأى ومسمع الجميع والغريب في الأمر السكوت المخجل من منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع إطلاق يد إيران لتقتل وتختطف من تشاء.
وأضاف المحمدي "أما المطالب كانت الأروع بتاريخ العراق. فكل الحناجر وقبلها القلوب اجتمعت على قول نريد عراقا واحدا موحدا أمنا عزيزا كريما خاليا من المحاصصة والطائفية، ونرفض التدخل الإيراني، ونريد تغيير الدستور إلى حكم رئاسي ديمقراطي، ونريد حياة كريمة".
واستنكر الباحث العراقي حجم الفساد المنتشر بالبلاد متسائلا كيف يمكن للعراق الذي يمتلك دجلة والفرات وهذا الإرث الحضاري وثاني اكبر احتياطي في العالم أن يكون ثاني أفسد دولة بالعالم؟ وكيف لمن علم الناس الكتابة أن يستجدي الحرف والقلم؟
وأوضح المحمدي أنه منذ أن جاءت الأحزاب الدينية إلى السلطة وحال العراق من سيء إلى أسوأ، وأن كل ما حصل كان بتخطيط أمريكي بريطاني وبأيدي ايرانية لكن الملفت للنظر هو هذا السكوت الدولي المخيف حيث وصل عدد الشهداء إلى ما يقارب ال ٤٠٠ والجرحى بحدود ١٥٠٠٠ وتجاوز عدد المعتقلين والمختطفين المئات لكن تبقى أرادة الشعوب اقوى وصوت الحق أعلى.
وتستمر تظاهرات العراقيين منذ مطلع اكتوبر الماضي وسط سقوط أكثر من 300 قتيل وآلاف المصابين، فيما أعلن رئيس الوزراء العراق عادل عبد المهدي أمس بقاء الحكومة وممارسة عملها.