أحمد حلاوة: أبي قال "الفن مبيأكلش عيش".. وهناك خلل في المنظومة
هو أحد أهم أُسطوات التمثيل في مصر والعالم العربي، هو الدكتور الفنان أحمد حلاوة، الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية وهو ابن شقيق الفنان الراحل فايز حلاوة، حصل على شهادة بكالوريوس الهندسة تخصص اتصالات سنة 1969، كما حصل على شهادة دبلوم معهد ليوناردو دافينشي بالقاهرة تخصص ديكور، إضافة إلى بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية تخصص تمثيل وإخراج بأكاديمية الفنون بالقاهرة سنة 1973، فيما لم يتوقف عند هذا بل حصل على دبلوم الدراسات العليا في المعهد العالي للفنون المسرحية تخصص إخراج، وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون في جامعة الفن المسرحي والسينما ببوخارست، وغيرها من الدراسات الكبيرة، التي أهلته لأن يقوي موهبته الجبارة وهي التمثيل، مما دفع الكثيرين لأن يجعلوه أحد اسطوات التمثيل في مصر.
- بداية.. هل اختلف فن التمثيل الآن عن البدايات بالنسبة لك؟
فن التمثيل، لم يختلف عما كان عليه في الماضي، ولا يوجد فترة متأخرة ومتقدمة خاصة بفن التمثيل، وخاصة أنه له قواعد معينة ودرجات في الموهبة، منذ قديم الأزل، وسيظل بهذا الشكل طوال عمره، ولا نستطيع أن نقدم مقارنة للفن في مصر خلال عشر سنوات وما قبلها، فكل فترة لها مميزاتها وعيوبها، الحكاية مسألة نسبية ليس إلا، وليس لها علاقة بالعدد، والتمثيل قدرات مختلفة، ومتباينة جدًا، مثلا هل عندما نأتي بمجموعة من البشر جميعهم يدخلون في "سباق الجري"، فكل شخص له قدرته في الوصول إلى ما يجب أن يحقق أو منطقة الفوز نفسها، وفي أقل من ثواني قليلة، ولكن هناك أشخاص، نفسها طويل لديهم قدرة لأكثر وهذا مثال بسيط، المسألة نسبة وتناسب كما قلت، مثل حكاية "سباق الجري" التي قلتها مسبقًا.
- كيف يحاول الفنان الاستمرار؟
الفن هو نتاج مجتمعي، ويؤثر في تكوين الناس، لذلك نستمر معه مع كبر العمر، والفنان يستطيع أن يعطي طوال عمره، إضافة إلى أن لها علاقة بالقدرات وهي مسألة قدرة وطاقة، قدرته على العطاء والتجديد الفني من حيث القدرة الفنية وطاقة من حيث الفن.
- وما هي المتطلبات من أجل الاستمرار؟
التمثيل يحتاج إلى مجهود وصحة، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أقدم الأدوار التي قدمتها من 40 او 50 عامًا، فالطاقة والقدرة قلت، ولكني ممكن أن أقدمها بأسلوب أخر، وأن أوزع قدرتي على حدود طاقتي، وكيفية توزيع تلك الطاقة.
- هل يقوم الفنانون الشباب بمساندة الأساتذة الآن أم يتجاهلون؟
الحديث عن فكرة المساندة من النجوم الشباب، ليس لها علاقة بالمساندة هي طبيعة الأدوار والتيمة والموضوع الذي يقدم، فكلنا نقدم عمل واحد وهو ما يفرض علينا أدوار معينة، وفي الأفلام الأمريكية، جميعهم كبار في العمر وليس لها علاقة بطرح الموضوع نفسه، فكل دور ينادي صاحبه، ولا يوجد فنان يقوم بالتدخل حتى وإن كانت بالمساندة في ترشيح فنان في دور معين.
- أنت فنان مسرحي من الطراز الأول.. كيف هي رؤيتك له الأن؟
هناك خلل في منظومة الثقافة والمسرح، وأخص بالذكر الخلل المادي والإداري، وهو ما فتح الباب لانتشار تجارب أراها بعيدة عن المسرح لا داعي لذكر إسمها نهائيًا، ولكن الدولة كانت لها دور في إظهار تلك النوعية التي ليس لها علاقة بالمسرح نهائيًا.
- هل وقف والدك في البداية ضدك عندما فكرت في الدخول بالتمثيل؟
البدايات كانت لدي مختلفة ومعقدة وإيجابية، فكانت لها تركيبة خاصة، ولكني أصريت أن أكون ممثلًا، بعدما كان يرفض والدي الدخول في هذا المجال، معتقدًا أنه "ما بيأكلش عيش"، وهي وجهة نظر من والدي أراها مهمة وحقيقية في بعض الوقت، ولكن التمثيل يكون بداخلنا، نعمل من أجله ولا نعمل من أجل أن حصد الأموال.
- كثيرون أكدوا أن الراحل فايز حلاوة هو من اكتشفك ؟
أنا إبن شقيق الفنان المسرحي الكبير فايز حلاوة، وهو ليس له علاقة بفكرة تواجدي بعالم الفن نهائيًا، وخاصة أنني بدأت من خلال مسرح القطاع العام، ومن بعدها تعاقدت على مسرح الريحاني بشارع عماد الدين علي تقديم عدد من العروض المسرحية، إضافة إلى ذلك فكان لي برنامج في البدايات كان من تأليفي، إضافة إلى فقرة تمثيلية وكل ذلك وأنا في كلية الهندسة وبعدما تخرجت منها أردت دخول أكاديمية الفنون، بينما فترة الشباب نفسها كانت وراء صعودي واتقاني للتمثيل وخاصة عندما قمت بالتمثيل في مسرح الجامعة، بينما عملي مع "عمي" كان في مرحلة لاحقة وقدمت معه مسرحيات ولكن بين كل مسرحية أغيب عن العمل معه حتى لا يقال أنه وراء وجودي فكنت أريد إثبات نفسي دون مساعدة، إلى أن جاءت اللحظة التي ابتعدت عنه فنيًا بشكل نهائي.