عز الدين ميهوبي.. الصحفي الذي يطمح برئاسة الجزائر
قبلت هيئة الانتخابات الجزائرية، اليوم السبت، رسميا أوراق ترشح عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، ضمن 4 آخرين لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر المقبل وسط توقعات بتحقيقه نتائج قوية.
يعتبر ميهوبي أحد الرموز البارزة في نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة فقد كان وجه النظام المثقف لكونه شاعرا وأديبا كبيرا وتولى حقيبة وزارة الثقافة عبر عضويته في حزب "التجمع الديمقراطي" (الأرندي) شريك حزب "جبهة التحرير الوطني" (الأفلان) في الحكم على مر سنوات.
ولد ميهوبي عام 1959، في ولاية المسيلة، وينتمي لعائلة سياسية عريقة فقد كان جده محمد الدراجي، أحد مساعدي الشيخ عبد الحميد بن باديس في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ووالده جمال الدين، كان مجاهدا ضد الاستعمار الفرنسي.
التحق ميهوبي في صغره بالتعليم الديني عبر الكتّاب، لكن التحق بعده بالمدرسة النظامية في عام 1967 ثم دخل مدرسة الفنون الجميلة سنة 1979، وبعدها بعام دخل المدرسة الوطنية للإدارة وتخرج سنة 1984، وفي عام 2006 حصل على دبلوم في الدراسات العليا المتخصصة فرع الاستراتيجيا من جامعة الجزائر.
بدأ ميهوبي مسيرته العملية في دولاب الدولة عبر الصحافة والأداب ففي عام 1986 شغل منصب رئيس المكتب الجهوي لجريدة الشعب بسطيف حتى عام 1990، ليترأس في العام ذاته الجريدة ذاتها حتى عام 1992، ثم تركها ليترأس مؤسسة أصالة للإنتاج الإعلامي والفني حتى 1996.
ومع بروز نجم ميهوبي في الصحافة والأدب انتقل إلى دولاب الدولة ليتولي في الفترة من عام 1996 حتى 1997 منصب مدير الأخبار والحصص المتخصصة بالتلفزيون الجزائري.
سرعان ما انضم مهوبي إلى صفوف حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" ونجح في الفوز بعضوية البرلمان عن الحزب في الدورة البرلمانية من عام 1997 حتى عام 2002، وبدأ بعدها تولي مناصب حكومية مهمة مثل مدير عام المؤسسة الوطنية للإذاعة عام 2006 -2008 وبعدها أصبح كاتب دولة للاتصال بالحكومة الجزائرية حتى عام 2010 ثم انتقل ليكون مدير عام المكتبة الوطنية الجزائرية حتى 2013، وبعدها رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر حتى 2015.
تولى بعد ذلك أعلى منصب في تاريخه وهي وزارة الثقافة التي ظل بها حتى مارس 2019 مع رحيل نظام بوتفليقة إثر احتجاجات عارمة أطاحت بنظامه، وتعرض أحمد أويحيي آخر رئيس وزراء بوتفليقة إلى السجن وهو الأمين العام لحزب التجمع الوطني الذي ينتمي إليه ميهوبي.
عّول الحزب على ميهوبي لإنقاذه من التفكك بعد اعتقال أويحيي ليتم اختياره في يونيو 2019 أمينا عاما للحزب بالنيابة، في محاولة لإخراج الحزب من ورطته وأنه كان شريك وغطاء للحزب الحاكم في سياسته على مدار السنوت الماضية، ولتحقيق هذا الأمر دفع التجمع الوطني الديمقراطي بميهوبي للترشح للرئاسة وقد يحظى بفرصة ودعم كبير جدا نظرا للتعاون بين جبهة التحرير وحزب التجمع الوطني وكلاهما ما زال قويا ولم يتأثر كثيرا برحيل بوتفليقة.
وخلافا لمسيرة ميهوبي السياسية يملك مسيرة أدبية حافلة حيث صدرت له العديد من دوواين الشعر مثل "أوراس" و"اللعنة والغفران"، وأصدر أيضا روايات مثل رواية "التوابيت" و"اعترافات أسكرام" كما قدم العديد من المسرحيات مثل مسرحية "8 ماي 1945" و"زبانا"، وخاض غمار الإنتاج الدرامي مثل تأليفه المسلسل التلفزيوني "عذراء الجبل".