قطيع الكلاب.. ينهش العلماء
«هناك من يريد أن يشق الصف، والنبى صلى الله عليه وسلم، يتكلم عن أنكم إذا كنتم جميعاً على رجل ــ لاحظ، جميعاً وليس جماعة ــ وجاء من يريد أن يفرقكم، فاقتلوه كائناً من كان.. هذا ماحدث فى ثورة 30 يوليو، خرج الشعب،
وكذلك كان الجيش معه، كنا جميعاً على رجل.. نعم حرمة الدم عظيمة، لكن الرسول يبيح لنا أن نقاتل هذا الخارجى «من الخوارج»، الذى يريد أن يحدث فتنة فى الأرض، يشق الصفوف، يحاول أن يخلخل من اجتمع.. ونحن نصدق رسول الله، ولا نصدق كثير الكلام، لأن كثرة الكلام دليل على ضعف صاحبه.. أهل الشرطة والجيش لديهم أدلة تربوا عليها، ترشدهم كيف يتعاملون، وهذه الأدلة عالمية، راعينا فيها حقوق الإنسان، والشريعة والقانون والعدل.. فالشرطة تتعامل مع المشاغبين المعتدين على الملكيات العامة والخاصة، الذين يعتدون على الأعراض وعلى الأنفس، ويقطعون الطريق، حتى ولو كان بدعوى الصلاة.. ففى هذه الحالات لا تكون المسألة سلمية، لأن المبدأ «لا ضرر ولا ضرار».. وهنا علينا دفع «الصائل» بالأهون فالأهون إذا تخلى عن السلمية، حتى نصل إلى القتل، عندما يستعمل المقابل لنا السلاح والمولوتوف ويهدد سلامة الروح، لأننا هنا ندافع عن الدين.. فالمرجفون أباح الله لنبيه قتلهم، لدرء الفتنة وإيقاف الدم والفساد الذى لا يرضى عنه الله تعالى، وما يحدث فى سيناء عار».
هكذا تحدث الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، موضحاً خطورة ما يُقدم عليه البعض من إشاعة الفوضى فى البلاد وتهديد أمنها وتكدير سلمها الاجتماعى، بل وتعريض أمنها القومى للخطر الداهم، وهو ما لم يرض عنه شباب الإخوان الذين انتهزوا فرصة وجوده ضمن لجنة مناقشة رسالة لنيل درجة الماجستير بكلية دار العلوم فى جامعة القاهرة، وحاولوا الاعتداء عليه، وخرجوا فى وصلة من السباب الذى يعاقب عليه الدين والقانون، دون أن نرى من بين مسئولى الكلية من يوقف هذا التجاوز فى حق عالم جليل بقيمة وقامة د. على جمعة، الذى تجاوز المشهد المأساوى ببسمته التى عرفناها فى وجهه النضاح بالإيمان، ولا نزكيه على الله.
لن نجنح إلى الدين وبيان فضل العلماء لهؤلاء الذين لا يعلمون من أمر دينهم، إلا بقدر ما يعرفه الطاهى عن علوم الطيران، لأن هؤلاء جُهال دين ودنيا، لم تربهم قياداتهم على الاحترام والتبجيل للعلماء.. فإن الأمة ما ابتليت فى زمان من أزمانها ببلية مثل التى ابتليت بها فى هذا الزمن، وهى التطاول على العلماء والطعن فيهم والقدح فى نواياهم، والتجرؤ عليهم، ونسبتهم إلى العمالة والخيانة.. ونظرة واحدة على مواقع الحوار الإسلامى فى الإنترنت، تكفى لتعرف من خلالها حجم المصيبة وعظيم البلية، وفداحة الخطر، خصوصاً وأن معظم الطاعنين لا يحسن أحدهم كتابة اللغة العربية وقراءتها، فيكف يفهمها، فضلاً عن أن يكون عالماً فى الدين، وإنما حاله كحال القائل «لقد ارتقيت مرتقى صعباً يارويعى الغنم».
إن من أصول منهج السلف احترام العلماء وتوقير الفقهاء، والتأدب معهم غاية الأدب، لأن العلماء كما يقول الإمام أحمد بن حنبل «هم خلفاء الرسول فى أمته، وورثة النبى فى حكمته، والمحيون لما مات من سنته، فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا».. قيضهم الله لحفظ الدين، ولولا ذلك لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، وهم فى كل زمان الأصل فى أهل الحل والعقد، ولذلك كان الوقوع فيهم من أكبر الذنوب وفاعله لا يفلح أبداً.
لا أقول هذا لمن لا يصلحون حتى لرعى الغنم، فهؤلاء فات أوان مخاطبة عقولهم، بل أقوله لمسئولى جامعة القاهرة، وعلى رأسها عالم قدير فى القانون الدستوري، بألا يدع هذه الواقعة تمر دون حساب من قام بها ودفع إليها، حتى ولو وصل العقاب إلى الفصل من الجامعة، فصورهم محفوظة فى كل الفيديوهات التى سجلت الواقعة المشينة وشاهدها الناس على الفضائيات وفى مواقع الإنترنت.. فهل يفعلون؟.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.