أوفسايد
فى لندن، كان فيه شارع اسمه شارع الملكة، فى شارع الملكة كان فيه «حانة» اسمها «حانة الماسونيين»، فى حانة الماسونيين، يوم ٢٦ أكتوبر ١٨٦٣ كان بـ يتكتب سطر البداية لـ كرة القدم اللى نعرفها دلوقتى.
فى اليوم دا بدأت سلسلة اجتماعات، وصلت ٥ اجتماعات، كانت نتيجتها النهائية ولادة اللعبة التى ملأت الدنيا وشغلت الناس.
فى الاجتماعات دى اتقابل ممثلين عن عدد من الأندية، مع ممثل لـ مدرسة اسمها «كارتر هاوس»، واتناقشوا فى القوانين الأساسية لـ اللعبة، وزى ما حضرتك متوقع كان النقاش الأساسى حوالين نقط أساسية:
هل يجوز لمس الكورة بـ الإيد؟
هل يجوز عرقلة اللى معاه الكورة بدنيا؟
بـ الإضافة لـ وجود عارضة إلى جانب القائمين بـ حيث يبقى المرمى (تلات خشبات).
فيه أندية اعترضت على النقط دى، ووصل الأمر لـ حد الانسحاب من الاجتماع، اللى انسحب كان نادى بلاك هيث، وفى آخر الاجتماعات وافق ممثلون عن ١١ نادى على إنه ما ينفعش لعب الكورة بـ الإيد، الكلام دا كان تحت قيادة كوب مورلى ما ينفعش عرقلة المنافس، وإذا حد عمل كدا يبقى «فاول»، يعنى خطأ.
الخطأ كان الحد الفاصل بين كرة القدم واللعبات الشبيهة، على راسها الرجبى، اللى بقت لعبة منفصلة تماما، وخدت سكة منفصلة.
بـ كدا اتأسس الاتحاد الإنجليزى لـ كرة القدم، واتحط قانون مبدئى وبسيط لـ اللعبة، كان فيه بند لـ التسلل، البند دا اتعدل فى ظرف سنين قليلة، وأقدر أقول لك بـ ضمير مستريح إن البند دا بـ تعديله يكاد يكون هو كرة القدم نفسها.
إزاى؟
لما كانت اللعبة مختلطة مع الرجبى، كانت الفكرة إنك تاخد الكورة وتجرى بيها وتهاجم بدنيا لـ حد ما تحطها فى مرمى المنافس، دا كان بـ يخليها لعبة بدنية صرف، مفيش مجال لـ ظهور خطط، وهـ يبقى فيه خطط إزاى إذا كان مفيش حد بـ يمرر لـ حد، ويمرر ليه إذا كان ممكن يجرى بيها مستغلا قوته لـ حد المرمى؟
أول ما ظهر قانون التسلل كان بـ يقول إن اللاعب يعتبر متسلل إذا كان متقدم على الكورة، التعديل بقى هو المهم، لما خلى اللاعب يعتبر متسلل إذا كان خلف تالت مدافع (مش تانى مدافع زى النهاردا) بس تالت تالت، كانت خطوة مهمة.
دا معناه إن اللاعيبة كان لازم تمرر بـ لبعض، ومع ظهور الباص، بدأ يبقى فيه «شَكل» لـ اللاعيبة فى الملعب، أو شِكل على رأى الكابتن بكر الله يرحمه، فـ دا اللى خلى الملعب يتقسم لـ خطوط، ويبقى فيه مهام، وتبقى فيه كورة.
عموما، ستينيات القرن دا كانت مليانة حركة فى اتجاه تأسيس اللعبة، وتوحيد قوانينها، وتوحيد الأندية، اللى بعضها مصمم يلعب بـ قوانينه الخاصة، ومع نهاية الستينات كانوا أقروا ضربة المرمى، وبعدها بـ تلات سنين أقروا الضربة الركنية، وكان اسمها «ضربة جزاء ركنية»، وبـ المناسبة الجرايد فى مصر لـ حد الستينات لما كانت بـ تكتب ضربة جزاء، كانوا يقصدوا كورنر، أما ضربة الجزاء نفسها فـ كانوا يكتبوها زى الإنجليزى «بنالتى».
فى اجتماع حصل يوم ٢٠ يوليو ١٨٧١، بـ رياسة تشارلز ألكوك، اللى كان عنده مشروع لـ إقامة بطولة «رسمية» مسجلة، وليها قواعد، وكان مشروعه إن البطولة تبدأ فى الخريف وتنتهى فى الربيع اللى بعده، ودا اللى هـ يبقى اسمه موسم نصه فى سنة، ونصه التانى فى السنة اللى بعدها.
إيه كان مصير المشروع؟
ومشيت الأمور إزاى؟
دا بقى إيه....
موضوع تانى نحكيه فى حكاية تانية خالص.