هذه مصر.. وهذا جيشها
كلما مررت بوحدة لتأمين الشوارع خلال ساعات الحظر، ورأيت البذات العسكرية، يهدأ بالى وأدرك أن مصر فى يد أمينة، بهذه الوجوه السمر لأبناء القوات المسلحة التى تسهر تحمى المواطن وتذود عن الوطن غائلة الخيانة والإرهاب..
وكلما سمعت موتوراً، ممن يتجرأون على ضميرهم الوطنى بالقول السافل، قلت فى نفسى، هى ضريبة يدفعها جيشنا الوطنى من حاقد كانت تسول له نفسه أن يرى فى هذا الجيش ما رأته الدنيا فى جيش العراق - لا قدر الله - أو ما يتعرض له جيش سوريا الآن.. دون أن يقرأوا فى الكتب أو يستوعبوا دروس التاريخ ما كان من أمر هذا الجيش.
فعندما تتحدث عن الجيش المصرى، فأنت تتحدث عن أقدم جيش فى التاريخ، وأكبر وأول إمبراطورية فى تاريخ الأرض.. أمجاده فى عنان السماء، منذ أن وحد الملك «مينا نارمر» مصر ووحد جيشها ونظمه، حتى أصبحت مصر إمبراطورية تمتد من تركيا شمالاً إلى ليبيا غرباً، وحتى إثيوبيا جنوباً.. فإن نسى ناسٍ، فليتذكر أن الجيش حمى مصر من جحافل الحيثيين، وتطاول ملك قادش، ثم المغول، الذين سعوا فى الأرض فساداً، ومن بعدهم الحملات الصليبية، ثم الحروب المعاصرة، حرب فلسطين ثم العدوان الثلاثى وبعدها حرب أكتوبر المجيدة، التى تدق ذكراها الأبواب.. من فى العالم واجه كل هذه القوى؟.. من تحدى كل هذه الإمبراطوريات؟.. فجيشنا هو شارة عزنا، والقوة الضامنة لبقاء الدولة المصرية، عزيزة غير مهانة، مرهوبة من الكبار قبل الأقزام.. هذا الجيش هو بيت الجند الكثيف، الذين امتدحهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. فعن عمرو بن العاص، قال: حدثنى عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض»، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: «إنهم فى رباط إلى يوم القيامة».. ومعنى الرباط، العصمة والقوة.
هذا جيش مصر.. ولمن لا يعلم من هى مصر، فهى البلد الذى ذكرها الله فى القرآن خمس مرات، (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) سورة البقرة ــ الآية 61.. (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) سورة يونس ــ الآية 87.. (وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) سورة يوسف ــ الآية 21.. (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ) سورة يوسف ــ الآية99.. (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِنْ تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ) سورة الزخرف ــ الآية 51 صدق الله العظيم.. وقال عنها الرسول الكريم.. ما رواه أبو ذر رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا»، أَوْ قَالَ «ذِمَّةً وَصِهْرًا»، رواه مسلم فى صحيحه.. وقوله صلى الله عليه وسلم «الله الله فى قبطِ مِصرَ، فإنَّكم ستظهرونَ عليهم، ويكونُون لكم عُدَّةً وأعواناً فى سبيل الله»، أخرجه الطبرانى وهو حديث صحيح.. وقال صلى الله عليه وسلم «إنكم ستقدمون على قوم جُعد رؤوسهم، فاستوصوا بهم خيراً، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله عز وجل» ويعنى بهم قبط مصر.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.