صالحة
كان أجرها ١٠٠ جنيه دهب فـ الشهر.. تخيل!
كانت حلوة، والرجالة بـ تتهبل عليها، وتجرى وراها، فـ دنيا الفن كانت نجمة كبيرة، من ساعة ما اكتشفها سلامة حجازى، أو على الأدق محمود حجازى أخوه، وعبده البقال بتاعه اللى بـ يكتشف له الموهوبين.
كانت يهودية، هى وأختها، هى صالحة قاصين، وأختها جراسيا قاصين، بس دا مكنش فارق، كان اليهود عايشين فى مصر من غير أى مشاكل، كان سيد درويش يغنى لـ «الوحدة الوطنية» بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
الأفلام كانت حسن ومرقص وكوهين، أو فاطمة وماريكا وراشيل، وكدا يعنى قبل ما تبقى حسن ومرقص بس.
هى اتولدت كمان فى فترة قبل، قبل جدًا، اتولدت من ١٤١ سنة، المهم، صالحة كانت بـ توقف المسارح على رجل، هبلت موظف اسمه نجيب الريحانى، بـ سببها غوى المسرح، حاول كتير يتجوزها، بس هى ما عبرتوش، هى كانت نجمة النجوم، وهو على باب الله.
بـ يقولوا إنها حبته، بس اختلاف الديانة منع، وبـ يقولوا إنه من ناحية الديانة مفيش ما يمنع إنهم يتجوزوا، وإنها ما حبتوش، وبـ يقولوا ويقولوا، بس أتصور إنها فعلًا ما حبتوش، فترة حبه ليها كانت فترة تألقها.
كمان بـ يتقال إنه مكنش فارق معاها موضوع الديانة دا، وإنها حولت عادى لـ الإسلام، سواء سنة ٢٩ علشان تتجوز، أو لما قامت ١٩٥٢، وكان لازم تختار يهوديتها أو مصريتها، فـ اختارت مصريتها، عكس أختها اللى سافرت على إسرائيل.
الله أعلم.
اللى نعرفه، إن صالحة كبرت، والسن اتقدم بيها، وفيه ستات حلوة، لما تكبر تحلو، زى نيللى كدا، بس فيه ستات لما تكبر تقلب زى زوزو حمدى الحكيم، صالحة قاصين، اللى لما بدأت حركة السيما تشتغل، كانت هى قلبت لـ درجة إنها كانت بـ تاخد دور الست الوحشة.
راحت تشتغل فى فرقة الريحانى، بس بعد ما اتبدلت الأوضاع، وأكيد الريحانى بقى شايفها بـ عين تانية، وغالبًا شغلها شفقة. لو عايز تعرف صالحة قاصين، فيه صورة مشهورة ع الفيسبوك بـ يستخدمها كتير من الناس علشان يقولوا قد إيه مصر كانت مجتمع متنوع ومنفتحة وقابلة لـ تعدد الثقافات والأديان.
الصورة دى فيها ماجدة «مسلمة» وسناء جميل «مسيحية» وصالحة قاصين «يهودية» وكدا يعنى.
خلال تاريخ صالحة فى السيما ما قدمتش أدوار مؤثرة، أو جمل خالدة، أو حاجات من اللى بـ تعجب الجمهور، فـ ينفع تتعمل كوميكس وكدا، لكنها ممثلة عندها خبرة، وعندها وعى وفهم، من الممثلين اللى بـ يظبطوا المشاهد والأفلام والأعمال.
كل اللى كسبته صالحة صرفته وقتى وقتى، ما صرفتوش مثلًا على شرا عقارات أو دهب، أو حاجة تنفع لـ الزمن.
الفكر دا مكنش موجود أوى فى المجتمع كـ كل، وعند الفنانين بـ صفة خاصة، طول الوقت فيه إحساس إنها هـ تفضل تشتغل، فـ مفيش مشكلة، الدخل اللى بدأ يقل يقل، اختفى.
اختفى لما جالها الزهايمر، وبدأت تنسى الأدوار، وبدأ محدش يطلبها، ولما اللى حواليها حسوا إنها فى خطر حقيقى، ادوها أوضة فى جنينة البيت بتاع عزيز عيد، اللى هى من الآخر المفروض تكون أوضة البواب.
شوية شوية، بدأت تبقى مش قادرة حتى تسيب الأوضة، والمزة الجميلة اللى كانت بـ تاخد ١٠٠ جنيه دهب فى الشهر وتوقف وراها الرجالة بـ الطابور، بقت عايشة على ملاليم إعانة شهرية فى صورة معاش، لـ حد ما ماتت.
وصدق اللى قال:
دنيا غرورة
دنيا ما دايماشى
لا بـ تخلى الراكب راكب
ولا بـ تسيب الماشى ماشى.