بـ400 ألف دينار سنويًا.. قيمة احتفالات الملك "كوكبرى" بميلاد النبى
أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف بشكل منظم، إذ كان يحتفل به احتفالًا كبيرًا في كل سنة ويصرف فيه الأموال الكثيرة حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار كل سنة في الوقت الذي كان يصرف على الحرمين وقت الحج 30 ألف دينار، حسبما ذكر المؤرخين عن الملك مظفر الدين أبوسعيد كوكبري حاكم أربيل في عهد القائد صلاح الدين.
يقول الدكتور إسماعيل سامي، في كتابه "تاريخ الإحتفال بالمولد النبوي"؛ نظرًا إلى الاختلاف الواقع في تحديد يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فكان الملك كوكبري، يعمل المولد سنة 8 ربيع الأول، وسنة في 12 ربيع، مشيرًا إلى أن الإحتفالات كانت تدوم أياما وتتعطل فيها الأعمال وما يبقي لهم عمل إلا التفرج على المغاني والملاهي في القباب المنصوبة لهذه الغرض.
وذكر أن "الكوكبري" كان يحتفل بالمولد بالعديد من المظاهر منها:
موائد الطعام: فإذا كان قبل المولد بيومين زف الإبل والبقر والغنم شيئا كثيرا بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان ويشرعون في ذبحها وطبخها، فيما كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، وينصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام وتكون موائد عامة فيها من أنواعه والخبز الشئ الكثير.
الغناء والمدائح: فإذا كانت ليلة المولد وبعد صلاة المغرب في القلعة بدأت المدائح والأغاني منذ هذا الوقت تزين الاحتفال بالمولد وهي وسيلة لجمع عدد كبير من الناس وإغراقهم في الروحانيات، وتستمر حتى فجر يوم المولد ويرقص هو بنفسه، حيث كان هو متصوفا وقميصه لا يساوي خمسة دراهم.
وقدم في هذا اليوم من الأطعمة 5000 رأس من الغنم، و10000 دجاجة، و100 ألف زبدية، و30 ألف صحن حلوى، وكان يصرف على المولد 300 ألف دينار وعلى دار الضيافة 100 ألف دينار في الوقت الذي كان يصرف على الحرمين 30 ألف دينار.
ومظفر الدين كوكبوري، هو أمير أربيل وأحد كبار القادة الذين شاركوا صلاح الدين الأيوبي في جهاده ضد الصليبيين ويتوافق ذكرى تاريخ مولده مع يوم أمس عام 1153.