رؤساء أمريكا والإسلام
فى يونيو عام ١٩٥٧ افتتح الرئيس الأمريكى دوايت إيزنهاور أحد المراكز الإسلامية فى أمريكا، وأكد الرئيس، خلال الافتتاح، أنه بموجب الدستور الأمريكى والتقاليد الأمريكية، فإن المركز الإسلامى موضع ترحيب وبدأت فكرة دمج المسلمين فى النسيج الأمريكى.
فى يوم ١٤ أكتوبر ١٩٧٤ هنأ الرئيس جيرالد فورد المسلمين، بمناسبة عيد الفطر.. وقتها لم يكن الأمريكيون، يعرفون أن هدف الإسلاميين المتشددين، إحلال القرآن محل الدستور.
أول من تنبه إلى هذا الوضع هو المفكر الأمريكى لويس برنار، عندما أعلن أن «أوروبا سوف تصبح إسلامية بنهاية القرن» ولكن الأمريكان تشككوا فى أهداف الإسلاميين المتطرفين، ولم يلتفتوا إلى ذلك وشرعوا فى التعاون مع تلك الجماعات المتطرفة.
فى يوليو ١٩٧٩، كانت هناك معارضة من جانب الإسلاميين لدخول السوفيت إلى أفغانستان، وبدأت المخابرات الأمريكية، بمساعدة الحركات المعارضة هناك، التمهيد لبدء الحرب بها كما قامت بدعم المعارضة للتدخل السوفيتى، وحثت الولايات المتحدة بعض الشخصيات من السعودية وإمارات الخليج على إرسال متطوعين إلى أفغانستان لمشاركة المقاومة كمجاهدين، وذهب إلى هناك عبدالله عزام الفلسطينى، وأسامة بن لادن السعودى.
وتشكلت هناك أخطر الجماعات الإرهابية، طالبان والقاعدة، وقامت أمريكا بتزويدها بنظام الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات FIM-92 ستينجر، الذى رفع حجم الخسائر فى القوات الجوية السوفيتية. وتشكلت هناك أكبر حرب بالوكالة رعتها الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتى. وتحولت أفغانستان فى فترة الحرب ضد القوات السوفيتية هناك بين عامى ١٩٧٩ و١٩٨٩ إلى حاضنة ضخمة لتفريخ الإرهاب.
وفى أعقاب عودة الخمينى إلى إيران، وانهيار حكم الشاه، وفى فبراير ١٩٨٠، اقتحمت مجموعة من الطلاب السفارة الأمريكية بطهران واحتجزوا ٥٢ أمريكيًا من سكان السفارة كرهائن. حاول الرئيس الأمريكى جيمى كارتر احتواء الأزمة التى نتجت عن ذلك. وأصدر بيانًا للشعب الأمريكى قال فيه: «هناك استياء بين الأمريكيين اليوم مما يحدث فى بلد إسلامى، وأنا أشاطر الجميع ذلك السخط. ولكن يمكننى أن أؤكد لكم أن هذا الغضب لن يكون ضد الإسلام والمسلمين. وأقول ذلك بثقة، لأن احترام الإيمان الدينى مكون أساسى فى ثقافة الشعب الأمريكى».
وفى سبتمبر ٢٠٠١، تعرض الأمريكان لهجمات إرهابية، صرّح الرئيس الأمريكى بوش الابن وقتها لوسائل الإعلام بـ«أن الحرب الصليبية تلك- الحرب على الإرهاب- ستستغرق وقتًا».
وصف بوش الحرب على الإرهاب بأنها «حرب صليبية»، أثار استياء الشعوب الإسلامية عامة والمواطنين الأمريكيين المسلمين خاصة، فلأول مرة نجد رئيسًا أمريكيًا يتفوه بألفاظ عنصرية صريحة.
بعد تلك الهجمات، لجأ الأمريكيون إلى الجماعات الراديكالية، ويؤكد أعضاء تلك الجماعات أنهم يتبعون قوانين الأمم التى يعملون وينشطون بها. ويؤكدون أنهم لا يؤمنون بإسقاط حكومة الولايات المتحدة، وإنما يرغبون فى اعتناق أكبر عدد من الناس الإسلام والتحول إليه حتى يأتى يوم- ربما بعد أجيال من الآن- تؤيد غالبية الأمريكيين إنشاء مجتمع يحكمه القانون الإسلامى.
وهو ما بدا واضحًا من خلال خطاب الرئيس أوباما فى جامعة القاهرة فى ٢٠٠٩. حيث حرص على أن تتضمن جولته بالقاهرة زيارة أحد المساجد التاريخية، قبل أن يتوجه إلى جامعة القاهرة، حيث تحدث عن قيم الإسلام وتسامحه «إن الإسلام دين التسامح، يجب الحفاظ على ثراء التنوع الدينى، سواء كان ذلك بالنسبة للموارنة فى لبنان أو الأقباط فى مصر. ويجب إغلاق خطوط الصدع بين المسلمين، ووقف الانقسامات بين السنة والشيعة».
ومع ذلك، لا يُخفى الأمريكيون علاقتهم المباشرة بدعم واستعمال بن لادن وأمثاله ومن الصعوبة بمكان إنكار ذلك، إذ أقر مستشار الأمن القومى فى إدارة جيمى كارتر «زبيجنيو بريجنسكى» بأن بلاده نظمت ودعّمت بن لادن وغيره من مؤسسى تنظيم «القاعدة» بهدف محاربة السوفيت.