وزير المالية: مصر جاهزة لاستقبال الاستثمارات البريطانية
نظمت الجمعية المصرية البريطانية للأعمال"BEBA"، برئاسة خالد نصير، أكبر بعثة تجارية للعاصمة البريطانية لندن بدأت في 27 نوفمبر واختتمت فعالياتها اليوم.
وارتكزت أعمال البعثة على الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة داخل السوق المصرية خاصة بالقطاعات المرشحة لاستقطاب المزيد من رءوس الأموال الجديدة خلال الفترة المقبلة، وتعزيز معدلات نمو الاقتصاد الوطني، مثل قطاعات النقل والطاقة والرعاية الصحية والخدمات المالية والتعليم.
ووجهت الجمعية عددًا من الرسائل المهمة لمجتمع الأعمال ودوائر صنع القرار في بريطانيا، في ظل شمول البعثة مشاركة وفد ضخم يضم أكثر من 60 شركة ومؤسسة مالية مصرية.
وضمت البعثة وفدًا حكوميًا رفيع المستوى يضم الدكتور محمد معيط وزير المالية، ومحسن عادل، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومحمد فريد، رئيس البورصة المصرية، وعاطر حنورة، رئيس وحدة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وخالد عباس، نائب وزير الإسكان، وقام أعضاء الوفد الحكومي خلال فعاليات البعثة باستعراض أبرز المؤشرات الرئيسية للاقتصاد المصري والجهود التي بذلتها الدولة لتحسين مناخ الأعمال والنهوض بالقطاعات المالية المختلفة.
من جانبه، استعرض الدكتور محمد معيط، وزير المالية، السياسات الإصلاحية التي نفذتها الدولة خلال الفترة الماضية أمام الجانب البريطاني، مؤكدًا أن هذه الخطوات منحت الاقتصاد المصري القوة والثبات على امتصاص أمام أزمة الأسواق الناشئة، مشيرًا إلى جاهزية السوق المصرية لجذب الاستثمارات البريطانية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الحكومة حريصة على استكمال برنامج الإصلاح المالي والهيكلي وتحسين مناخ الأعمال، مشيرًا إلى استهداف الوزارة الوصول بمعدل نمو الاقتصاد المصري لنحو 5.8% بنهاية العام المالي الجاري.
وتابع أن هناك توجها لدى الدولة للتحول نحو المجتمع الرقمي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، منوهًا بأن الحكومة تتطلع لمواصلة خفض معدلات التضخم عن 10% بنهاية العام المالي الجاري.
وقال محسن عادل، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها مؤخرًا جعلت مصر في مصاف الدول الأكثر جذبًا للاستثمار بالمنطقة، موضحًا أنه تمت إتاحة أكثر من 7 آلاف فرصة أمام المستثمرين من خلال خريطة الاستثمار التي أعدتها الدولة خلال الفترة الماضية.
وشدد خلال فعاليات البعثة على التزام الحكومة في تطبيق المزيد من الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار في مصر بشكل مستدام، منوهًا بأن برنامج الإصلاح المصري شمل تشريعات جديدة تخدم المستثمرين من حيث تقليص فترة إنهاء إجراءات تأسيس الشركات، لتصل إلى 30 يومًا حاليًا، مقابل 3 سنوات فيما مضى.
وقال محمد فريد، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، إن إدارته تعكف على تنفيذ استراتيجية ترتكز على عدد من المحاور الأساسية لتنمية دورها التمويلي وزيادة قاعدة المتعاملين والشركات المدرجة بها، ممثلة في خلق بيئة تداول جاذبة على صعيد الأدوات المتاحة وتنوع الشركات المدرجة، بالإضافة إلى محاكاة عدد من الأسواق الخارجية لتطبيق وتفعيل أفضل الممارسات الداعمة لرفع كفاءة السوق، فضلًا عن الاستمرار في الجولات الترويجية وعرض الإصلاحات والتطورات الإيجابية التي تشهدها المنظومة الاقتصادية بصورة عامة والبورصة بصورة خاصة.
وقال المهندس خالد نصير، رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال"BEBA"، إن فاعليات البعثة حققت نجاحًا ملحوظًا في تعريف مجتمع الأعمال البريطاني ودوائر صنع القرار الإنجليزية بالخطوات المهمة التي أتخذتها الحكومة في مسار الإصلاح المالي والهيكلي وتحسين مناخ الأعمال، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن تتابع الجمعية بشكل مستمر التداعيات الإيجابية المحتملة للزيارة وانعكاساتها على مؤشرات التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، في ظل تنامي التوقعات بأن تشهد مصر طفرة غير مسبوقة بمعدلات جذب الاستثمارات الجديدة داخل السوق خلال العام المقبل 2019، خاصة في ظل قرب انتهاء برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الدولة.
وأضاف أن الفعاليات التي نفذتها البعثة على مدار اليومين الماضيين شهدت تنظيم عدة لقاءات مع عدد من كبرى الشركات البريطانية وأعضاء بالبرلمان البريطاني، لتعريفهم بأبرز الفرص الواعدة المتاحة بالسوق، حيث أعلنت مجموعة "أصدقاء مصر" بالبرلمان البريطاني اعتزامهم ترتيب زيارة للقاهرة وعقد لقاء مع الرئيس السيسي لبحث الخطوات التفعيلية لتعزيز التعاون الاقتصادي وتحفيز حركة رءوس الأموال الإنجليزية داخل السوق المصرية.
وتابع نصير أن المباحثات التي تم إجراؤها بالتعاون مع غرفة التجارة البريطانية تضمنت التأكيد على رغبة مصر في إبرام اتفاقية للتجارة ثنائية بين البلدين في ظل قرب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك تأكيد الجانب البريطاني عزمه نحو الاستفادة من موقع مصر المتميز وإمكاناتها لتكون مركزًا رئيسيًا للشركات الإنجليزية للتوسع داخل القارة الإفريقية والشرق الأوسط.
وأشار إلى تأكيد الجانب المصري ضرورة توحيد الرؤية الاستثمارية البريطانية لمصر من الحكومة والقطاع الخاص، وأيضًا السياسات الاقتصادية الحاكمة في العلاقات بين البلدين، في ظل وجود بعض الغموض في بعض هذه السياسات، واتضح ذلك بشكل كبير في ملف السياحة واستمرار تعليق بريطانيا رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ.
وشهدت الفعاليات إعلان السفير البريطاني بالقاهرة، السير جيفري آدامز أن السياحة البريطانية إلى مصر شهدت نموًا بنسبة 30% خلال العام الجاري 2018، وأنه من المتوقع أن يصل عدد السائحين البريطانيين الوافدين إلى مصر إلى 415 ألف سائح بنهاية العام.