"بنات البلد".. حكاية بالأوراق الملونة والقماش لصناعة المفكرات يدويًا
"دينا، دعاء، إسراء" أصدقاء الدراسة باختلاف التخصصات، تدرس دينا وإسراء بكلية العلوم بينما تدرس دعاء بتربية إنجليزي، قرروا إبتكار شكل جديد لـ"النوت بوك" المفكرة..
في البداية عملت دينا بأحد المشاريع الصغيرة لتصميم أشكال مختلفة للمفكرات حتي بدأت الاختلافات في وجهات النظر بينها ورئيس العمل، حيث كانت تريد تصميم غلاف بطريقة مبتكرة مختلفة إلا إنها لاقت الرفض من قبل الرئيس بعد نجاح حققوه سويًا علي مدار عام، ظلت تنازع من أجل استقبال الفكرة والتصميم الجديد لكن كلمات رئيسها كانت تلتف حولها وتقيدها، "علي جثتي" هكذا كان يصَر في كل محاولة.
قررت التخلي عن الاستمرار بالعمل وشق مسار آخر الذي لم ترتسم له ملامح بعد، حتي جاءت نقطة التحول في حياة دينا، نصحتها إحدى الأقارب بعدم التوقف واستكمال ما كانت تبنيه في شركة "ملاذ"، وعمل التصميم الذي يعد الأول بالشرق الأوسط بمفردها، ولكن الخوف يسيطر قليلًا علي عقلها؛ لكونها تمتلك 3 ألاف جنيه وبهذا لم يكتمل المشروع أو لن تستطيع شراء جميع المستلزمات بهذا الرقم البسيط، أيضًا كانت خائفة لإنها فتاة، ولن تستطيع التعامل بمفردها مع تاجر أو مطبعة حتي لا تتعرض للاحتيال.
كان التشجيع الأول من الخالة وتدعيمها علي فتح المشروع والعمل من خلال صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حيث بدأت بشراء "خيش، قماش ملون، طارة" وتابعت صفحات علي مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة فيديوهات لتتعلم كيفية الحياكة والتطريز، حتي تمكنت من حياكة أول "نوت بوك" ثم عرضتها علي صديقتها ومن هنا بدأ التعاون من جانب إسراء ودعاء، فأصبح الثلاثة يضيفوا أشكال جديدة وتصميمات مختلفة منهم من أضاف الورق الملون ومن وضعت عبارات مطرزة علي الغلاف.
تضيف دينا أن الورق داخل المفكرة فارغ غير مُسطر وإنها تقصد أن يكون الورق هكذا لتوصيل رسالة "إن الحياة الروتينية مملة نحن بشر لدينا عقل يفكر باستمرار يمكن أن نغير المسار في أي وقت نشاء ولا يجب أن نسير مثل القطيع"، وكان هذا نابع من كلمات المدير الذي هاجم فكرتها بالرفض واتهمها بالفشل، بينما هي بدأت بمبلغ صغير وربح قليل لكن التشبث بالحلم بدأ يسير علي خطى النجاح والإقبال يزيد علي تصميمها المختلف كما إنها بدأت بعمل "نوت جيب" وهي الأحجام الصغيرة.