رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدجاجة والزجاجة!!



روى ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﺔ، هذه القصة ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻣﺪﺭﺳﺎً ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
في ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ؛ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻗﺒﻴﻞ الاختبارات ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺭﺱ، ﻗﺎﻃﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻗﺎﺋﻼً : ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ يا استاذ ...... ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪﺍً !
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ، ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻠﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ! ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺼﺮﺥ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻫﻜﺬﺍ.
ﺳﻜﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻗﻠﻴﻼً؛ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺣﺴﻨﺎً ﻻ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺳﺄﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺑﻠﻌﺒﺔ ! ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻭﺗﺠﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺎﻥ. ﺭﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﻨﻖ ﺿﻴﻖ، ﻭﺭﺳﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ؟
ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﺴﺮ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ؟!
ﻓﺒﺪﺃﺕ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺍﻧﺴﺠﻤﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻐﺰ ﻭﺣﺎﻭﻻ ﺣﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﺀﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ !
ﻓﺼﺮﺥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﺎﺋﺴًا: ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺇﻻ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ : ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺘﻬﻜﻤًا: ﺇﺫًا ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ !
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﺿﺤﻜﺘﻬﻢ ﻃﻮﻳﻼً، ﻓﻘﺪ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ﺻﺤﻴﺢ، ﺻﺤﻴﺢ، ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ؛
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻧﺘﻢ ! ﻭﺿﻌﺘﻢ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺷﺮﺣﺖ ﻟﻜﻢ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﺒﺴﻴﻄﻬﺎ ﻟﻦ ﺃﻓﻠﺢ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺮﺟﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻛﻤﺎ ﻭﺿﻌﺘﻤﻮﻩ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ.
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺤﺼﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺱ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺗﻘﺪمًا ﻣﻠﺤﻮﻇًا ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺼﺔ، ﺑﻞ ﻭﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻬﻞ ﻭﻳﺴﻴﺮ.

ﻭﺃﻧﺖ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ؛ ﻛﻢ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﺎﺋﻘًا ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﺣﻼﻣﻚ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻚ ؟
ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ بنيت ﻣﻔﻬﻮمًا ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺻﻌﺐ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺻﻌﺒًا ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ، ﻭﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ﺃﻳﻀًا ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺳﻬﻼً .. ﻓﺘﻨﺠﺰﻩ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺃﻱ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﻛﻞ،
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ.