بالفيديو.. القصة الكاملة لمؤسسة الوزير للنصب
بوابة حديدية صغيرة لبدروم أسفل الارض، يربط بينه وبين الشارع سلم طويل، ينتهي لبوابة أخرى، كانت تتوافد عليها أحلام الجامعة وكليات القمة، ثم انتهى بها المطاف خلف الشمع الأحمر.
مدرسة من ٣ فصول أسفل الارض، وبوابات خشبية عادية فوقها لافتة كتب عليها "مؤسسة الوزير التعليمية الثانوية الخاصة"، فيما حددت مشروعاتها الدراسية ما بين ألفين إلى ٣ آلاف جنيه، وقبلت أكثر من ٥٠٠ طالب.. هكذا تعمل في الصباح، أما في المساء فقد خصصت قطاعات للدروس الخصوصية للمراحل الدراسية.
ظهرت مؤسسة الوزير منذ حوالي ٦ أعوام، وتخرج فيها دفعة كاملة من الطلاب، واعتبرت بوابة بديلة لمدرسة نور الهدى بمدينة السلام، إذ أن الطاقم القائم على إدارتها زور عددًا من الأوراق والأختام الخاصة بالمدرسة واعتبرت نفسها تابعة لها.
هكذا رحب أولياء أمور الطلاب بمنطقة فايدة كامل بدار السلام بالمؤسسة المزعومة، خاصة أنها قريبة جدا من منازل الطالبات والطلاب، كما أنها تابعة للمدرسة الأم.
على الفور، قدم أولياء الأمور أوراق أبنائهم إلى المدرسة، ودفعوا المصاريف الدراسية كاملة، إلا أنهم فوجئوا منذ أيام باقتحام قوات الأمن للمدرسة في المساء، وتشميعها بالشمع الأحمر.
في اليوم التالي، ذهب الطلاب إلى المدرسة فوجدوها خاوية على عروشها، فأجروا بعض الاتصالات الهاتفية بالإدارة، وردت الأخيرة بأن أحد المدرسين توفي والده ومن ثم أغلقت المدرسة أبوابها، وفيما ظهرت علامات التعجب على وجوه الطلاب أخبرهم أحد القاطنين حول الوهم، المسمى بالوزير، بما حدث ليلة أمس.
فزع أولياء الأمور، وقرروا التقدم بمحاضر رسمية ضد إدارة المدرسة، وتحولت المحاضر إلى النيابة العامة، فأمرت بحبس المدير ومن يعاونه، إلا أنها لم تجد حلا لأولياء الأمور وذويهم طبقا لمبدأ "القانون لا يحمي المغفلين"، حسبما قال أحد أولياء الأمور.
طلاب المدرسة نظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة التريية والتعليم، الأسبوع الماضي، آملين في إيجاد حل، لكن الوزارة أخبرتهم بأن الطلاب في الكشوف لازالوا في المرحلة الإعدادية، وأنهم سيخضعون لاختبارات قدرات حتى يتمكنوا من التحقق من مصداقية الطلاب، على أن يتم توزيعهم على المدارس بعد ذلك، إلا أن هذا القرار سيتم تنفيذه بعد التحقق من الأوراق المقدمة منهم.
"بنتي بتموت"، كلمات وضحت بها والدة الطالبة ياسيمن الحالة الهستيرية التي أصابت ابنتها جراء عملية النصب التي تعرضوا لها، متابعة أن ابنتها الطالبة بالمرحلة الثانوية أوقفت كل الدروس الخصوصية؛ لأنها لا تعلم مصيرها.
وقالت إحدى الطالبات إنها لا تعلم مصيرها بعد إغلاق المدرسة، فالوزارة تطلب منهم مذاكرة المنهج الخاص بالصفين الأول والثاني الثانوي لتخطي اختبار القدرات.
وأردفت رفيقتها بالدراسة إنهم لا يمكنهم تحمل عدم الرقابة من قبل الإدارة التعليمية على المدارس الخاصة؛ لأن الرقابة لم تستطع كشف هذا النوع من "البجاحة" في النصب، على حد تعبيرها.
أحد طلاب المدرسة يقول إنه ذهب إلى منزل شقيقة مدير مؤسسة الوزير التعليمية الثانوية الخاصة، وطلب منها استرداد أمواله، أو إلحاقه بأي مدرسة أخرى؛ فردت عليه قائلة "روح اعمل فيه محضر احنا منعرفش حاجة عنه".