رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخرج إسرائيلي يشارك بفيلمين في مهرجان فينيسيا السينمائي

جريدة الدستور

شارك المخرج الإسرائيلي عاموس جيتاي بفيلميه "رسالة لصديق بغزة" و"قطار للقدس" في فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ75، اتخذ فيلمه الأول طابعًا مسرحيًا بمشاركة ممثل مسرحي فلسطيني معروف هو "مكرم خوري" وابنته وآخرون شاركوا جميعًا في إلقاء ست قصائد بدأوها بقصيدة لدرويش عنوانها "فكر بغيرك" و"لماذا تركت الحصان وحيدًا" وقصيدة للشاعر الفلسطيني "إيميل حبيبي" وقصيدتين لشعراء من دولة الاحتلال وقصيدة سادسة للإيطالي "ألبرتو كامو" الذي استوحى المخرج فيلمه الثاني "قطار للقدس" من عمل له كتبه في عام النكبة 1948 أي منذ 75 عامًا.

وأراد المخرج أن يعطي عمقًا ما ربما أو عراقة يعتقدها لعمله، فقال أمام الحاضرين من جمهور المهرجان إن فيلمه وإبداع "كامو" عمرهما من عمر ذلك المهرجان، وتابع أنه منذ أن أسس موسيليني مهرجان فينيسيا السينمائي من 75 عاما، فصحح له مدير الندوة بالقاعة معلومته الخاطئة وذكره بأن مهرجان فينيسيا بدأ في عام 1932.

الفيلمان الإسرائيليان يتحدثان عن الإنسانية والمعاناة، ولكن الكاميرا دومًا ما تفضح وتفصح عما يجول في النفس والخاطر، كذلك السيناريو وما قيل على ألسنة الممثلين وكشف عن مآرب المخرج الحقيقية في ادعاء الإنسانية تماما كما تدعيها أيضًا بلاده منذ احتلالها لفلسطين وتهجير أهلها، وحتى اليوم لم يتحقق من كل هذه الشعارات الزائفة أي شيء إنساني، بل بات كل ما يقال هو مجرد تشدق كاذب يتستر بالإنسانية، ولا نرى في الواقع سوى المزيد من التنكيل والقتل ضد الشعب الأعزل الذي يواجه ترسانة الأسلحة الصهيونية كل يوم ببسالة يعجز الخيال والفن أحيانًا في محاكاتها أو التعبير عنها وتجسيدها.

تحدث المخرج عن الفن والسينما، وأنها دعوة للتعايش ضد العنصرية، ناسيًا أو متناسيًا أن بلاده قامت في الأساس على فكرة عنصرية عرقية إقصائية تغتصب الأرض وتشرد قاطنيها.

محاولات المخرج لأن يبدو موضوعيًا باءت بالفشل، وفشلت جميع محاولاته لصنع فيلمين ينتميان حقًا لعالم السينما، فالأول خرج بشكل وأداء مسرحي الطابع، والفيلم الثاني "قطار للقدس" شعر الجمهور عند مشاهدته بالملل، فخرج نصف القاعة تقريبًا أثناءعرض الفيلم في إشارة واضحة حدثت بتلقائية قدرية تقيس درجة جودة العمل، فلا يستطيع أحد إجبار متفرج على مشاهدة عمل لا يروق له، حيث اتسم بالمط والتطويل غير المبرر، بغية إثبات ما لا يمكن برهنته من ادعاء لإنسانيات هنا أو تعايش حقيقي بين الذاهبين للقدس، وغالبيتهم من أبناء جلدته الذين يرون أن القدس لهم لا للفلسطينيين وأن البيت والأرض لهم وأن فلسطين ليست أرضًا بل هي شيء هلامي أو خيالي ربما يعيش في مخيلاتنا نحن الرافضين للاحتلال وشرعية وجوده على أراضي الغير.

ووضع المخرج في فيلمه أغنية لشاب فلسطيني يقول فيها "فلسطين مش الأرض فلسطين هي الروح" في إشارة صريحة ومباشرة لما يريد المخرج إيصاله، وهو طرح يتسق تمامًا مع طرح بلاده التي لا تريد أرضًا لفلسطين، ولا ترى لشعبها حقوقا، ولهؤلاء سيقول الكثيرون حتمًا إن فلسطين أرض وروح.. الاثنين معًا.

شاركت الممثلة الفلسطينية الشابة "ميساء عبدالهادي" في الفيلم الإسرائيلي وبالتالي يكون قد عرض لها فيلمان في فعاليات مهرجان فينيسيا في دورته الخامسة والسبعين، "قطار للقدس" و"تل أبيب على نار" الذي خرج أيضًا بتمويل إسرائيلي، فالممثلة الشابة تنتمي لجيل تربى ربما على نغمة التعايش مع العدو والاستسلام له وللأمر الواقع على العكس من الممثلة الفلسطينية "عربن عمري" التي تربت على أشعار "درويش" و"إيميل حبيبي" و"أمل دنقل"، لذلك ترفض "عرين" المشاركة في أفلام ممولة من دولة الاحتلال وترفض أيضًا العمل مع مخرج ينتمي للكيان الصهيوني.