قصة رمي الجمرات.. وعلاقتها برؤيا ذبح النبي إسماعيل
يروى أنّه لما سلّم سيدنا إبراهيم الخليل بتنفيذ رؤيا ذبح ولده إسماعيل -عليهما السلام- وسعى لإنجاز الأمر الرباني، اعترضه الشيطان، ووسوس له بأن لا يذبح ولده، فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق، فاعترضه مرة أخرى فرماه بسبع، ثم انطلق فاعترضه مرة ثالثة فرماه، حتى انتهى، فكانت قصة "كبش الفداء" الشهيرة.
ولما حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع رمى الجمار يوم العيد، بسبع حصوات ورمى جمرة العقبة فقط، يعني الجمرة التي تلي مكة، بسبع حصوات يكبر مع كل حصاة، ثم رمى الجمار في الأيام الأخيرة، في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، رماها بعد الزوال، كل واحدة رماها بسبع حصوات، يكبر مع كل حصاة، فكان رمي الجمرات ركنًا من أركان الحج.
والجمرات ثلاث: الجمرة الأولى وتعرف بـ"الصغرى"، والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف مما يلي مكة، والجمرة الكبرى وتعرف بـ"جمرة العقبة"، وهي في آخر منى، ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الأضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج للمتعجلين، وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين، وفي يوم العيد يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط، وحجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق، أما باقي الأيام فيتم رمي الجمار الثلاث جميعًا كل جمرة بسبع حصيات أي مجموع ما يرمي الحاج واحد وعشرون حصاة في اليوم.
ويشترط في رمي الجمرات أن يكون المرمي به حصى، وأن ترمى مفرقة، أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعًا بكف واحدة، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة، ولا يصح عكس ترتيب رمي الجمرات.