"مستوطنة الأشباح".. كيف هجّرت صواريخ غزة سكان "نير عام"؟
هرب غالبية سكان مستوطنة "نير عام" خوفا من رشقات الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، خاصةً حركة حماس، تجاه المستوطنات، حسبما نشر موقع "واللا" الإسرائيلي.
وخلال جولة "واللا" لتغطية للأحداث، لم يجد سوى شابين اثنين يتجولان في الشارع، اتضح فيما بعد أنهما من عناصر الأمن داخل المستوطنة، والذين أكدا أن سكان المستوطنة هربوا منها بحثا عن الهدوء بعيدا عن صواريخ المقاومة الفلسطينية، وأن المستوطنة أصبحت مثل منازل الأشباح لا يوجد بداخلها أحد.
وقالوا: "الرشقات الصاروخية من غزة أرعبت السكان، فقرروا الهرب"، وعندما سأل مراسل الموقع الإسرائيلي الحارس الأخر: "هل تعتقد أن تل أبيب أكثر أمنا من هنا" كانت إجابته: "هناك يخافون أكثر منا من سقوط صواريخ غزة عليهم، وكلنا أصبحنا مهددون بتلك الصواريخ في كل مكان داخل إسرائيل".
وتمكن "واللا" من العثور على مستوطن واحد أخر داخل "نير عام"، يدعى يوفال جيفا، وهو طالب في كلية داخلها ويستأجر شقة، والذي أكد أن هذه هي المرة الأولى التي يتعامل فيها مع هذا الكم الهائل الصواريخ.
وتابع جيفا: "جئت نير عام قبل عامين ولم أرى مثل هذا الكم من الصواريخ، وهو وضع معقد للعائلات والأطفال هنا فهم يعيشوف في رعب، الأمر أصبح صعب فلا نملك الخيار سوى الهروب إلى مكان أكثر أمنا.. فأنا أصبحت أخاف من الوجود في أي مبانى هنا، خاصةً أنه عندما أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخها كنت داخل إحدى المقار، وحاولت الوصول أنا واثنين أخرين إلى الملاجئ، ولكن لم نستطع الوصوع لها في 7 ثوان، وبقينا في الشارع نرتجف خوفا من الصواريخ".
وأضاف: "أطالب من صناع القرار أن يستيقظوا لأنفسهم، ويفكروا في كيف يعيش الناس هنا في هذا الوضع، فإنه من المستحيل أن نعيش تحت تهديد دائم".
وتمكن "واللا" من الحديث إلى مستوطن أخر يدعى إرنالدو برودسكي، أحد أقدم سكان "نير عام"، وقال: "أنا محبط للغاية بسبب الوضع الحالي لقد أخطأنا بأن هاجرت إلى إسرائيل قبل 38 سنة من الأرجنتين، وذهبت إلى نير عام".
وتابع: "كلا الجانبين يخوضان حربًا ضد القوات بدلًا من القيام بفتح حوار وحوار مع سكان غزة.. ونحن دعونا كثيرا للحديث مع سكان غزة، وأن نفعل شيئا مختلفا بدلا من ما نفعله الآن.. وسكان تل أبيب نفسهم خائفون من الموت أو أن يسقط عليهم صواريخ سكواد عليهم، فنحن مهددون هنا في كل مكان".