واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلي الله
فَضَل الله عز وجل الإنسان علي سائر المخلوقات بالعقل حتي نُميز بين الخير
والشر , والحق والباطل , وحتي نزن الأمور لنسعد في معايشنا دنيا وآخرةً , ولما
كانت النفس البشرية بطبيعتها كثيرة التقلب ما بين ذكر وغفلةً وطاعة ومعصية وفرح
وحزن , وتأمر صاحبها بالسوء تارةً وتُرغبه فيه أخري .
لذلك وجب علي كل عاقل أن يقف مع نفسه وقفات ليحاسبها علي ما بدر منها ,
ويلجمها بتقوي الله ومراقبته في كل قول وعمل .. قال تعالي :
( قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دساها ) الشمس : 9, 10 .
فالعاقل لا يعصي الله عز وجل وإن وجد غير طاعة في مكان ما فليستغفر الله
عملاً بقوله تعالي :
( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبدل اللهُ سيئاتهم حسنات
وكان اللهُ غفوراً رحيماً ) الفرقان : 70 .
علينا أن نقف مع أنفسنا للحظات لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا للقاء الله ؟ وماذا قدمنا لوطننا ؟ وماذا عن راحة الضمير في كل ما قدمنا ونقدم ؟
-
جاء رجل للنبي صل الله عليه وسلم , وقال متي
الساعة ؟
-
فقال له النبي وماذا أعددت لها ؟
-
فقال الرجل : لا شئ إلا أني أُحبُ الله
ورسوله .
-
فقال له النبي : أنت مع من أحببت .
الإنسان لم يُخلق هباءاً منثوراً .. قال
تعالي :
( وقفوهم إنهم مسئولون ) الصافات : 24 .
محاسبة النفس علامة علي قوة إيمان العبد بربه
, وذلك لأنه يستحضر عظمة الوقوف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وما فيه من أهوال وأحوال يشيب لها
الولدان .. قال تعالي :
( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في
غفلة وهم لا يؤمنون , إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ) .