"البحث عن الاستقلال".. تعرف على مشاكل التوآم النفسية وطرق علاجها
رحلة البحث عن الهوية هو أمر شاق ومرهق، لاسيما عندما يجتمع الأمر مع توأم من المفترض أن يكون لهم نفس الصفات، الاحتياجات، ونفس أوجه التشابه، ولكن فى وسط كل تلك الأمور التى يحوى باطنها على كم كبير من التعقيد، ينسحب التوأم من الحياة الطبيعية فى سبيل البحث عن الهوية الذاتية.
وترصد " الدستور" فى هذا التقرير آراء الخبراء النفسيين حول ما يشعر به التوآم وما قد يوجهونه من مشاكل، خاصة المتعلقة بالهوية والاستقلالية..
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطبي النفسى لـ"الدستور" أن التوأم المتاطبق من المستحيل أن يحدث بينهم أى خلافات حادة، لأنهم يجدون أنفسهم فى سياق واحد يتمتعون بنفس الصفات والمميزات، ويخافون على بعضهم البعض، ويتقاسمون كل الأمور المشتركة بينهم، فى حين أن التوأم الغير متطابق يبحثون دائما عن الاختلافات، وتهميش بعضهم بعض والتفرد، من أجل السيطرة على كل الأمور الحياتية.
وأضاف "فرويز" أن الأمر فى هذه الحالة يحتاج إلى حنكة من الوالدين وتعامل خاص، فيجب عدم التفريق بينهم فى جميع الأحوال، واتباع نفس الصياغة فى الكلام، بل نفس الطعام والشراب، واقتناء نفس الثياب الجديدة، والإعتناء بكل طفل على طريقة خاصة.
"كان الأمر سهلا فى البداية،وبدت الأمور جيدة، إلا أن كل شىء اختلف بعد ذلك فصارت الحياة أصعب بكثير، وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة"... هكذا قالت نوسة جمال التى تبلغ من العمر أربعين عاما فى حديثها لـ"الدستور" عن توأمها المشاغب، حيث تحولن فجأة لفتاتين وكأنهن لهن أعمار مختلفة، يبغيان أشياء لاتتناسب مع سنهن، يبحثن دائما عن الإختلاف، ويبتعدن عن بعضهن فى ملابسهن وألعباهن.
وتابعت: لم أكن فى البداية أعرف كيف أتصرف، فذهبت إلى الطبيب بعد اتباع نصائح جيرانى بأن الأمر بعد ذلك من الممكن أن يتحول إلى كارثة يصعب حلها، وذهبت إلى طبيب نفسى ليوضح لى كيف يمكن أن أتعامل مع مثل هذا الوضع.
وأضافت أن الطبيب قدم لها مجموعة من النصائح التى حاولت أن تتبعها كما يجب أن تكون للتخلص من جو المشاحانات الذى ساد بين التوأم وكأن رابط الدم أصبح منعدما جدا، فبدأت حينها بالتعامل مع كل فتاة على حدى، وتلبية مطالبها الخاصة، والبحث فى الأنشطة المنفصلة التى يهتم كل فرد بها، ثم راقبت طريقة تعاملهن مع زملائهن وفقا لنصيحة الطبيب.
وكان الأمر الضرورى على الإطلاق والذى أوصى به الطبيب هو مراعاة الأقارب والناس المتواجدين حولهم طبيعة اختلافهم عن بعضهم.
ولذلك يعتبر فصل التوائم وتطوير قدراتهم الفردية الهدف النفسي الأول، لذلك يجب وضعهم في فصول منفصلة في المدرسة، واعطائهم غرف خاصة بهم، فيمكن لهذه الاستراتيجيات الموضوعية الميكانيكية أن تكون هيكلًا يسمح لطفليك بتكوين هويتهم الذاتية بعيدا عن جو المشاحنات الذى من الممكن أن يتحول بينهم لمعركة أبدية.