عمار على حسن فى سيرته: "كنت طفلا شبه متوحد"
صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "مكان وسط الزحام"، وهو سيرة ذاتية للروائي والمفكر السياسي عمار علي حسن، يحكي فيها بطريقة سردية "كيف تغلب على الصعاب الكثيرة التي واجهته في حياته ولا تزال؟".
وكتبت دار النشر على غلاف الكتاب: "هذه تجربة في الانتصار على الشدائد، بطلها كاتبها، الذي كان طفلا شبه متوحد، متعثر دراسيا، ثم لم يلبث أن تفوق ليشق طريقه في التعليم إلى نهايته، ويكون بوسعه أن يحكي لنا الآن كيف واجه الفقر واليأس والغربة والوقوف على مشارف الموت مرات، وكذلك تجاربه في الأدب والفلاحة والصحافة، والبحث العلمي والحب والجندية والدراسة والصداقة، والكفاح من أجل الحرية والإبداع، والترقي في العيش".
وقال عمار: "كثيرون شجعوني على كتابة سيرتي بعد حديثي في برنامج تليفزيوني عن عملي بالفلاحة، وفي المعمار أيام الصبا، وعن قطار الدرجة الثالثة الذي وقفت في زحامه على قدم واحدة يوم قدومي إلى القاهرة لتقديم أوراقي إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بعد تفوقي في الثانوية العامة، وعن الصعوبات التي واجهتني بعد تخرجي حتى وجدت عملا يناسبني، ونشرت أول كتاب لي، وواصلت دراساتي العليا".
وأضاف: "يفضل كثيرون كتابة سيرهم الذاتية حين يمتد بهم الأجل طويلا، لكن هناك استثناءات فطه حسين كتب الأيام وعمره 40 عامًا، لأن تجربته وصلت إلى حد النضج، كما أن الأجل ليس بيد أحد منا حتى يتعامل معه بهذه الأريحية، وما يدرينا أن تكون التجربة الذاتية، حين تصاغ بأمانة وصدق، هي أهم ما يقدمه كاتب للآخرين".
وأكد عمار أن سيرته ركزت على الجوانب الإنسانية، ولم تأت على ذكر التجربة السياسية التي سبق أن أفرد لها كتابا آخر صدر عام 2012 تحت عنوان "عشت ما جري.. شهادة على ثورة يناير" تناول الممارسة السياسية لكاتبه منذ أول مظاهرة شارك فيها عام 1985، وحتى قيام ثورة يناير وما تبعها من أحداث.
وبدأ الكتاب بفقرة تشير إلى هذه الظروف: "أدخلت نفسي المدرسة، ليخرجني أبي منها بعد خمس سنوات، فيعيدني أحد المدرسين إليها، برغبة مني، ولو أن عزيمته تراخت في إرجاعي، أو استسلمت أنا لضغط أبي، وكان ذا جبروت علينا، لتغير مسار حياتي تمامًا، فلم أزد عن أن أكون أجيرًا ينكسر ظهره في حقول الفلاحين تحت الشمس المستعرة، أو عامل تراحيل يجلس على قارعة الطريق في مدينة متوحشة في انتظار من يشير إليه بطرف إصبعه، فيهب مسرعًا إليه، ليجد ما يضعه في قعر جيبه، ويملأ به بطنه، بينما ابتسامة خجلى تجرح شفتيه المقددتين من طول الانتظار والأسى، ولو حسن حالي لصرت تاجر حبوب يجول على الزراعات بحمار يئن تحت ثقل المحاصيل التي يجمعها، ويذهب بها إلى السوق، متطلعًا في لهفة ورجاء إلى الداخلين".
يشار إلى أن الكتاب هو الـ24 لعمار علي حسن، إلى جانب عشر روايات، وسبع مجموعات قصصية، تعد حولها اثنتا عشر أطروحة جامعية داخل مصر وخارجها، ونال عنها عدة جوائز منها: جائزة الدولة للتفوق، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة اتحاد كتاب مصر في الرواية، وجائزة الطيب صالح في الرواية، وجائزة جامعة القاهرة في القصة القصيرة، وجائزة هزاع بن زايد في أدب الأطفال، وجائزة أخبار الأدب في القصة القصيرة.