جميل راتب.. "المسافر" يسألكم الدعاء
الخوف من المستقبل كان دافعه لتخليد اسمه فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، ملامحه الهادئة لعبت دورا كبيرا فى ارتباط الجمهور به، وشكلت خلفيته الاجتماعية الخيوط الرئيسية لرحلته الفنية التى استمرت لأكثر من 62 عاما، خاض خلالها العديد من الأعمال، دق باب العالمية دون استجداء، مكتفيا بمتعته من ممارسة الفن راضيا باحترام جمهوره من مختلف الجنسيات.
"المسافر" ذاك اللفظ الجامع لمشوار جميل راتب، الذى درس الحقوق فى فرنسا، ليتركها فور عودته إلى القاهرة، متوجها للفن بمشاركته فى فيلم "أنا الشرق" عام 1946 برفقة الممثلة الفرنسية كلود جودار، قبل أن يعود إلى فرنسا، ولكن هذه المرة لدراسة المسرح، لتكون بدايته الحقيقة، واستمر هناك لأكثر من عشرين عاما.
جميل راتب مسرحيًا لم يلعب دورًا أقل أهمية مما قدمه في السينما وهو ما برز في العديد من التجارب كتجربة الإخراج المسرحى حيث قدم مسرحيات مثل "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحى ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم، كما كرمه مهرجان القاهرة السينمائي بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس.
سينمائيًا تجاوز عدد الأفلام المصرية التي شارك بها 67 فيلمًا مصريًا؛ وعدد كبير من أفلام السينما العالمية، حيث أستطاع أن ينجح في أدوار الشر التي أجاد تمثيلها.
جميل راتب رغم شهرته الواسعة في المستوي الإقليمي والدولي، إلا أنه مازال يتمسك بتواجده بالقاهرة وهو ما يكشف عن جانب آخر في شخصية الفنان الشهير حيال وطنيته وإنحيازه لوطن والده.
جميل راتب تعرض لوعكة صحية خلال الساعات الماضية أحالته لدخول العناية المركزة بأحد المستشفيات بمنطقة الدقي، وأن كان خرج منها عائدًا لمنزله لإستكمال الرعاية الصحية بعد تعافيه من الوعكة.