الملكة ناريمان: الضباط بكوا ساعة رحيل الملك فاروق
في مذكرات الملكة "ناريمان" التي كتبتها عام 1953، روت قصة أيامهم الأخيرة قبل رحيلهم عن مصر يوم 26 يوليو بعد قيام الثورة، ونذكر منها ما ذكرته عن بكاء بعض الضباط ساعة رحيل الملك "فاروق"، ووداعها لوالدتها.
تقول ناريمان: "وكان وداعًا، لقد عبرت والدتي نطاق الثوار، لتقول لي في شجاعة "مع السلامة" دون أن تسكب دمعة واحدة، وجاءت الأميرتان فوزية وفايزة ومعهما زوجيهما وتمنوا لنا رحلة طيبة، وقبل الرحيل بنصف ساعة، أرسل فاروق وصيفات الشرف في حراسة مسلحة عبر "خطوط العدو"، ثم أمرني بالنزول إلى مرسى القصر، والموسيقى تعزف السلام الوطني، وسرت وأنا أرفع رأسي في كبرياء، كما يجب أن ترفعه ملكة".
وأضافت ناريمان: "وبعد قليل جاء فاروق وهو يرتدي ملابس أميرال بحري، تكريمًا للأسطول الذي ظل مخلصًا له إلى النهاية، ورأيته يمر بين صفي حرس الشرف، وهو يحيي العلم الذي كان يرفعه رجال الحرس الملكي الذين دافعوا عنا بإخلاص، ثم أطلقت المدافع تحية الملك، وفجأة بدأ بعض الواقفين من الضباط في البكاء، وترقرقت الدموع في عيني فاروق، ثم بدأ يصافحهم رجلًا رجلًا، وهو يهز كتف كل منهم مشجعًا ومهدئًا، وامتلأت عيناي بالدموع، وهنا بدأت كريمات الملك في البكاء".