وأدوا الأمانات إلى أهلها
تتجلى قيمة الأمانة في قول الله تعالى :
( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) النساء : 85 .
لقد حث النبي-صل الله عليه وسلم علي حفظ الأمانة لما لها من فضل علي المسلم , قال صل الله
عليه وسلم :
(أول ما تفتقدون من دينكم الأمانة , وأول ما يرفع من الناس الأمانة , وآخر
ما يبقي من دينهم الصلاة , ورب مصل لا خلاق له عند الله تعالي ).
وقال صل الله عليه وسلم : (أدالأمانةإلىمنائتمنكولا تخن من خانك) .
وعن ابن عمر , أن النبي صل الله عليه وسلم– قال :
( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا , صدق الحديث وحفظ الأمانة
وحسن الخلق وعفة مطعم ) .
وذُكر أن أعرابياً جاء للنبي , فقال متى الساعة ؟ قال : إذا ضُـيعت الأمانة
فانتظر الساعة , قال : كيف إضاعتها ؟ قال : إذ وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر
الساعة .
قال النبي –صل الله عليه وسلم :
( إن كنتم تحبون أن يحبكم الله ورسوله فحافظوا على ثلاث خصال :
صدق الحديث واداء الأمانة وحسن الجوار ).
علينا أن نحافظ على الأمانات لأنها سبيلنا إلي الجنة أو النار أو كما يقضي
الواحد القهار , يقول رب العزة :
(إنا عرضنا الأمانة على السموات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً
جهولاً) الأحزاب : 72.
الكلمة أمانة , النظرة أمانة , أعراض الناس أمانة .. يقول النبي- صل الله عليه وسلم : ( من قال في مسلم بما ليس فيه, أسكنه الله
ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ). ردغة الخبال أي عصارة أهل النار .
وخيانة الأمانة ذنب من الذنوب , وكبيرة من الكبائر , ورغم عظم هذا الذنب
إلا أن باب التوبة مفتوح .. قال تعالي :
( وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) الشورى : 25 .
فعلينا أن نتحلل من المظالم بأداء الأمانات إلى أهلها .
قال تعالي :
( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شئ , فليتحلله منه اليوم , قبل ألا
يكون ديناراً ولا درهماً , إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته , وإن لم تكن
له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) .