أهالي أبيس: خلاطات الأسفلت والكسارات مكانها الصحراء "إحنا تعبنا"
أتربة وغبار تتصاعد من خلاطات الأسفلت وكسارات لصناعة الزلط، التابعة لأحد الشركات بمنطقة أبيس 48، تجاور رقعة أرض زراعية قدرها عشرة ألاف فدان كائنة بزمام جزئي 8،17، زراعة التحرير بمنطقة إمتداد أبيس التابعة للمراقبة العامة لتعاونيات والتنمية بالإسكندرية من الجهتين البحرية والغربية، تنتج عنها شكاوى متكررة من الأهالي بالمنطقة سببت سوء حالتهم الصحية وأصابتهم بعدد من الأمراض الصدرية، وأيضا تأذي محاصيلهم الزراعية.
- الأهالي. إحنا تعبنا ونطالب بنقل الخلاطات والكسارات إلى الصحراء
"تعبنا من كتر الشكاوي" يقولها الصافي عبد المنصف، أحد مزارعى قرية أبيس، مكملًا، أن الاتربة والأبخرة الناتجة من عمل الكسارات وهذه الخلاطات تؤذينا ولدينا عديد من الحالات المصابة بالتحجر الصدري، علاوة على تواجد مدرسة أطفال بالقرب منها الأمر الذي يعود بالأثر السلبي عليهم.
فهذه الأتربة تؤثر على المحاصيل الزراعية هنا معبرًا الصافي، "الزراعة بتتحرق من الأثربة" وأيضا تسد مسامها فتؤثر على نموها، فمنطقة أبيس تعد سلة الخضروات التي تغذي الإسكندرية فنورد لجميع الوكالات الخضرية بالمحافظة.
يواصل الصافي كلامه، بأننا تقدمنا بالعديد من المحاضر والشكاوي، وبالفعل أصدر قرار بالغلق من قبل المحافظة منذ سنتين، ولكن واصلوا العمل من جديد، ومع زيارات مسؤولي وزارة البيئة لا يتغير شىء قائلًا "بيظبطوا أمورهم ولما بيمشوا بيشتغلوا تاني".
رمضان بكار أحد أهالي المنطقة، يقول أن الخلاطات وما ينتج منها من أتربة وغبار تسبب لنا أذى بالغ، معبرا "إحنا تعبنا وصدرنا تعبان" وعلى حد قولة أن الغبار الناتج من هذه الكسارات ناتج من خلط البوتامين مع الرمل والسن، فهي مادة أكثر ضررًا من الصودا الكاوية -كما قال-، وبالحديث مع أحد مهندسي الشركة قال لي "انا لو مكانك مش هتستحمل كده"، فهذه الخلاطات لابد أن تحل من مكانها ونقلها إلى الصحراء حفاظا على صحة أهالى القرية والمزروعات.
"كلنا عندنا حساسية وجيوب أنفية أنا وجوزي وولادي" هكذا تقول احدى أهالي المنطقة عن معاناتها نتيجة الغبار الناتج من عمل الكسارات، والتي تعمل لساعات طويلة بدءًا من توقيت الفجر، فتغلق أبواب بيتها، هي ما بيدها من حيلة لتجنب الغبار وعلى الرغم من ذلك لم تسلم منه قائلة " البيت كله مترب، وإحنا تعبانين"، فنعاني من هذه الخلاطات منذ أكثر من 10 سنوات ومهما تقدمنا من شكاوي وطلبات بنقلها "مش واخدين معاهم لا حق ولا باطل" كما قالت.
- شكاوى مقدمة من قبل أهالي المنطقة
تقدم أعضاء مجالس إدارات الجمعيات الزراعية بمنطقة إمتداد أبيس، وهم جمعية التحرير الزراعية، جمعية السلام الزراعية، جمعية الإتحاد الزراعية، جمعية الزهراء الزراعية، جمعية السعادة الزراعية، جمعية الروضة الزراعية، الجمعية المشتركة، والجمعية المركزية لاستصلاح الأراضي، بشكوى مخاطبين بها رئيس مجلس الوزراء، وزير البيئة، محافظ الإسكندرية، ورئيس المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية ضد شركة النصر العامة للمقاولات وكسارة توفيق الباشا للإسفلت.
تنص الشكوى على أنه في الوقت الذي تتضافر فيه جهود أجهزة الدولة جميعها للحفاظ على الرقعة الزراعية وتكافح بشتى السبل الإعتداء عليها من كافة المناحي نجد بعض الأشخاص لا يهمهم سوى الثراء الفاحش على حساب فقراء هذا الوطن مخالفين كل القيم والقوانين والأعراف ولم يفعلوا ذلك إلا أنهم صادفوا بعض ذوي النفوس المريضة من المسئولين بأجهزة الدولة تساعدهم على إرتكاب جرائمهم في حق الوطن والإنسانية وقتل الأخضر واليابس.
النموذج لهذا الأمر كما تقوم به الشركتين المشكو في حقها من إقامة كسارة زلط وخلاطة أسفلت في منطقة تجاور رقعة أرض زراعية قدرها عشرة ألاف فدان كائنة بزمام جزئي 8،17 زراعة التحرير بمنطقة إمتداد أبيس التابعة للمراقبة العامة لتعاونيات والتنمية بالإسكندرية من الجهتين البحرية والغربية لتتصاعد الأدخنة السامة والأتربة على زمام جمعية التحرير والقرى المجاورة لقتل الإنسان والحيوان والنبات بل تهب الأتربة والأدخنة على تلاميد مدرستي سوزان مبارك الإبتدائية والإعدادية بقرية 48 أبيس محرم بك.
وفي خطاب أخر موجه لمحافظ الإسكندرية أنذاك بتاريخ عام 2017 مقدم من النائب غنيوة محمود رجب، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة محرم بك، مضمونه بأنه قد سبق وتقدموا بالعديد من الشكاوي وبالفعل صدر قرار من حي وسط بغلق وتشميع كسارة شركة النصر العامة للمقاولات وبالفعل تم الغلق والتشميع في حضور اللجنة، وبعد إنصراف اللجنة قام العاملين بإعادة فتحها وتشغيلها في تحدي صارخ للقانون، ومن جراء تشغيل هذه الكسارات أصيب أهالي أبيس بالعديد من الأمراض الصدرية وتلفت الكثير من الزراعات، مخاطبين الجهة المسؤولة بسرعة إغلاق وهذه الخلاطات والكسارات ونقلها من هذا الموقع إلى موقع آخر حفاظًا على ثروة البلاد القومية من الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني وتوفير لإنفاق الدولة في مجال صحة الإنسان وتشكيل لجان لمعاينة وحصر الأضرار الناتجة من جراء تشغيل هذه الخلاطات والكسارات.
- أحد العاملين بالمصنع. البيئة أغلقت المصنع اكثر من مرة
قال أحد العاملين في تلك المصنع، إن أراضي تلك المصانع خصصتها محافظة الإسكندرية منذ عام 2004، وقد كانت من قبل مقالب قمامة، وقد تم إقامة المصنع وإنشاء خلاطات عليها، وأن المصنع أغلق من قبل مديرية البيئة أكثر من مرة بسبب تلك الأتربة، فهي عبارة عن مواد جيرية.
- وكيل وزارة البيئة: على الأهالي التقدم بشكوى جديدة لأخذ الإجراء اللازم
من جانها صرحت هدى عبد الله، وكيل وزارة البيئة بالإسكندرية، "للدستور" أنه على أهالى المنطقة التقدم بشكوى معنونه ومحدد موقعها وباسم الخلاطات لعمل لجنه بحث جديده لفحصها، نقوم بأخذ إجراءات التفتيش طبقًا للقياسات المعملية، وإذا وجدت مخالفة، وعليه بيتم تحرير محضر ومخاطبة المنشئة والجهة الإدارية لتصحيح المخالفة بخطة الإصلاح البيئي، وعليه مخاطبة الجهات التنفيذية في حال ثبوت مخالفة لأخذ الإجراء اللازم.
- مديرية الزراعة. أزمة كسارات أبيس مسؤولية البيئة
الدكتور مصطفى كامل البخشوان وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، إن تلك الملف يختص بحله هي مديرية البيئة، وأنه منذ سنتين قد تم استقبال شكاوي من المزارعين، لكنه لم يتخذ اجراءات تنفيذية، بقوله: "البيئة متحركتش"، والتي بدورها قياس درجة التلوث وتحديد مدى تأثيره الضرر الناتج.
- حي وسط تطالب المزارعين بالحضور لمكتبها لفحص الشكاوي
طالبت المهندسة بهية عبد الفتاح، رئيس حي وسط، المزارعين الحضور إلى مكتبها لفحص تلك الشكوى، قائلة إن هذه الشكاوي قد تكون وردت إلى الحي في توقيت لم أكن توليت رئيسة الحي".
