"الرماح".. قصة الأثر المطبوع على الـ200 جنيه
قبل أذان الفجر بدقائق، يبدأ أهالى منطقة الناصرية بحي السيدة زينب، التابع لمحافظة القاهرة، باستقبال يومهم بالصلاة الفجر والدعاء في حرم الرماح.
هو مسجد بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم، عرف باختلافه عن بقية المساجد التي بنيت في عصره، فقد كان أشبه بإحدى مدارس المماليك القديمة التي كانت تتكون من باحة مكشوفة للوضوء، اتخذ الرماح من الحجر الأبيض والأحمر أساسا لبناء مسجده الكبير.
والرماح هو قاني باي السيفي أمير خور، عرف بقاني باي الرماح، والتحق به هذا اللقب لمهارته في أصابة ضحيته بالرمح من مسافات بعيدة، وتصنيعه له، وكان أحد أمراء السلطان قايتباي.
"مسجد الـ200 جنيه"، هكذا بدأ عادل محمد، صاحب ورشة سباكة، أحد قاطني منطقة الناصرية، حديثه حول مسجد قاني باي الرماح، موضحا أنه سقط في تمام الثالثة عصرا، في زلزال 1992، على عروسين، وانهارت كل ملامحه وأول ما وقع منه كانت المأذنة، التي عرفت بضخامتها، وبعد ذلك جاءت لجنة من وزارة الآثار، جمعت الحجارة الملقاة في قارعة الطريق، لترمم المسجد وتعيده لحالته الأولي، واستمر العمل ثلاث سنوات متواصلة، حتي تزامن افتتاحه مع إصدار البنك المركزي المصري لوقف الـ200 جنيه النقدية، فوضعت صورته عليها.
فيما قال إبراهيم رضا، أحد قاطني المنطقة، إن مسجد قاني بأي الرماح قديم جدا لكنه لا يعلم شيئا عن تاريخه هذا، ولكنه يعلم عن حاضره ما يكفيه ليكون أثرا في أذهان أهالي الحي، معللا ذلك بالخدمات التي يقدمها المسجد لسكان الناصرية، يأتي في مقدمتها دروس تحفيظ القرآن والفقة، كما أنه يعول اليتامى والأرامل، ويقدم يد العون للفقراء الذين يطرقون بابه.