بالفيديو.. "ممارسة الرياضة وبيع العطور".. أبرز أعمال الوافدين للدراسة في الصيف
في بداية كل عام يأتي الوافدون من كل فج عميق إلى مصر، كي ينهلوا من بحر علومها في مختلف جامعاتها، على رأسهم جامعتي الأزهر والقاهرة، وباختلاف ألوانهم ولغاتهم، يتجمعون بين أسوار الجامعات وبشغف كبير واجتهاد أكبر، تجدهم يملؤن المواصلات، ذهابًا وإيابًا من تجمعات العلم، لاسيما المدارس أو الجامعات أو حتى حلقات العلم بالمساجد، كل ذلك يحدث فترة العام الدراسي، أما وقت العطلة ماذا يفعل الوافدون الأجانب في مصر؟.
بجانب إحدى أسوار مدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة التي تعد أكبر تجمع للوافدين الأجانب للدراسة في مصر، يتجول الشاب ذو البشرة السمراء يحيى محمد أوجو، نيجيري الجنسية، وحين السؤال عن سبب تواجده في مصر قال: "أنا طالب بجامعة الأزهر الشريف، وأدرس في مصر منذ سبعة أعوام، وعن كيفية قضائه العطلة الصيفية أجاب «أوجو»: "فور ابتداء الإجازة الصيفية أذهب إلى البحث عن العمل في إحدى الشركات، لكي يكون لي دخل أستعين به على قضاء متطلبات الحياة اليومية، وعملت في شركات عديدة آخرها شركة «تويوتا» بالتجمع الخامس وهي التي أعمل بها الآن.
وعلى الجانب الآخر وفي إحدى حلقات العلم بمسجد الأزهر الشريف، يجلس الطالب منير حليم الذي جاء وافدًا من دولة أفغانستان للتعلم في جامعة الأزهر الشريف، حيث يتفرغ منير طوال العام الدراسي للدراسة الجامعية فقط، وفي الإجازة الصيفية يتزود من العلم من خلال الكورسات التعليمية، وسماع الدروس الدينية بحلقات العلم.
وفي أحد ملاعب كرة القدم داخل مدينة البعوث الإسلامية، يتألق الشاب جامع عبدالعزيز صاحب الـ21 عامًا، والذي يحمل الجنسية التشادية، الذي عبر عن حبه الشديد للعبة كرة القدم حيث كان يمارسها منذ الصغر في دولته، ولم ينقطع شغفه بها بعد سفره للتعليم بمصر، بل حرص على شراء كرة قدم وتحميس زملائه بالمدينة على اللعب معه، حيث عبر قائلا: "تستحوذ كرة القدم على الجانب الأكبر من إجازتي الصيفية، حيث أعوض حرماني من ممارستها أثناء الدراسة".
وفي إحدى محلات العطور بحي العتبة يقف كاظم إقبال، الوافد من دولة إندونيسيا للتعليم في مصر، وفي يده وعاء مرقم يستعين به في تركيب العطور التي يعرضها لرواد المحل، وحين سئل عن المدة التي قضاها في مصر قال: "أتيت إلى مصر منذ 5 أعوام لأدرس فيها وكنت ملتزما بشكل كبير في حضور محاضراتي بالجامعة أثناء العام الدراسي، وفي عطلة الصيف الأول لي، لم أستطع السفر إلى عائلتي، فكنت أظل ملازما للسكن بدون فعل شيء مفيد حتى سئمت، وفكرت في إشغال وقتي في شيء مفيد، وفي إحدى المرات وأنا أشترى العطور من أحد المحلات المخصصة لبيعه وجدت لافتة معلقة لطلب شاب للعمل فيه، فعرضت على صاحبه فوافق، ومن يومها وأنا أعمل معهم كل عطلة صيفية، وكونت صداقات مع زملائي في العمل، حتى أنهم فور انتهاء امتحاناتي كل عام أتفاجأ بهم يتصلون بي لكي أذهب للعمل معهم.