الكنيسة القبطية عن 30 يونيو: الأقباط دفعوا ثمن انتمائهم للوطن
5 أعوام كانت قادرة على تغيير مسار حياة أفراد ودولة، بعد ثورة 30 يونيو، تلك الثورة الشعبية التى يخلدها التاريخ، وستبقى خالدة على مر العصور.
"مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة"
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر وحولت مسارها، وأعطت بلادنا الطريق الصحيح.
ولفت "البابا" إلى أن المشروعات التي تتم الآن في مجالات كثيرة كالطاقة والمشروعات الصناعية سنشعر بثمارها خلال المرحلة المقبلة، ويجب أن نحافظ على مكتسبات ثورة 30 يونيو لأنها حافظت على مصرنا الحبيبة.
وقال كمال زاخر، المفكر القبطية الأرثوذكسي، من الطبيعى أن تعقب الثورات خاصة فى المجتمعات التى كانت واقعة تحت وطأة تجريف متعمد لمنظومة قيمها الراسخة، ومنها مصر، مرحلة مرتبكة انتقالية لا تنتهى بتغير الأنظمة، بل تستمر ربما لسنوات قد تطول، وفيها تبدو الأمور غائمة حتى يستطيع المجتمع أن يسترد عافيته ويؤسس لنظام جديد عبر إعادة هيكلة منظومته الاجتماعية والسياسية والتشريعية.
وأشار "زاخر"، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن الأقليات سواء كانت عددية أو عرقية أو دينية تتحمل عبء ارتباك المرحلة، وفى تجربتنا المصرية كان الأقباط هم من تحملوا القدر الأكبر من فاتورة المرحلة، فالقوى السياسية التى أزيحت بفعل 30 يونيو 2013 يرونهم الفاعل الأكبر فى إزاحتهم.
وأضاف: ولعل ذلك تم ترجمته فى الهجوم على الكنائس بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة "أغسطس 2013"، والذى طال أكثر من 80 كنيسة ومنشأة خدمية مسيحية خاصة فى محافظات الصعيد، والحكومات المتعاقبة، التى لم تضع أزمات الأقباط فى مقدمة اهتماماتها بضغط إلحاح القضايا الأكثر حضورًا، لذلك لم يطرأ على وضعية الأقباط أى تقدم وما زالت قضاياهم معلقة.
وأوضح أن الأقباط دفعوا ثمن إصرارهم على انتمائهم للوطن ووجودهم، لافتًا إلى أن هذا لا يعنى التقديم الطائفى على الوطنى، مضيفًا: "ونأمل أن تكون الولاية الثانية للرئيس السيسى هى سنوات التأكيد على تماسك الدولة القومية الوطنية، وفيها يجد الأقباط مساحة للمشاركة والسير باتجاه المواطنة ودولة القانون".
ومن جانبه، قال الكاتب والباحث كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إن ثورة الثلاثين من يونيو قدمت العديد من الإصلاحات في المجالات المختلفة، وأهمها المجال الاقتصادي، حيث يتم الآن إعادة بناء الاقتصاد المصري علي أسس سليمة، حتي تستطيع مصر النهوض.
وأضاف "كمال" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور": قد يكون الدواء مرًا ولكن كان لابد منه حتي تحقق مصر طفرة اقتصادية حقيقية دون الاعتماد علي المنح والمساعدات الخارجية، مشيرًا إلى أن تلك الطفرة قائمة علي الصناعة والمشروعات، ونتائجها ستكون ملموسة خلال أعوام قليلة.
وأشار "كمال" إلى أن من أهم الإصلاحات التي حققتها الثورة القضاء علي الإرهاب والتطرف من الجذور، من خلال حظر الجماعة الإرهابية وغيرها من الكيانات الإرهابية والمتطرفة، بجانب تطهير سيناء وتجفيف منابع الإرهاب.
وأضاف أن ثورة الثلاثين من يونيو تمثل أيضًا بداية حقيقية لدولة المواطنة ومساواة جميع المواطنين في الحقوق والواجبات دون النظر إلي الدين، وإن كنا نحتاج المزيد من التشريعات والقوانين التي تعمل علي تحقيق المواطنة بشكلها الكامل.