مونديال 2018: بطولة أخرى الخطأ فيها ممنوع
عرف مونديال روسيا 2018، نجومه والمنتخبات الـ16 المتأهلة للدور ثمن النهائي، اعتبارًا من السبت، ستنطلق بطولة أخرى بنظام الإقصاء المباشر، حيث الخطأ ممنوع على أبرز المرشحين للقب بطل العالم في كرة القدم.
هو تنافس بين الكبار والفرق الطامحة لترك بصمة وتدوين اسمها الحذر سيكون السمة الطاغية لتفادي مفاجآت إضافية بعد الدور الأول.
لم يخل المونديال الروسي من "غير المتوقع": ألمانيا حاملة اللقب، والمتأهلة بعلامة كاملة من عشر انتصارات في عشر مباريات في التصفيات، خرجت من الدور الأول، المضيف روسيا، المنتخب الأدنى تصنيفا بين المتنافسين الـ32، بلغ الدور ثمن النهائي، كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أهدر ركلة جزاء.
طويت صفحة الدور الأول، قمتان يشهدهما السبت بين الأرجنتين وفرنسا، والأوروغواي روسيا، في دور يمتد حتى الثالث من يوليو.
مواجهات لا تحتمل أي خطأ، ويدرك الخاسر جيدًا أنه سيحزم حقائبه ويتوجه إلى المطار في اليوم التالي.
يعول المنتخب الفرنسي على نجومه أنطوان جريزمان، كيليان مبابي، وبول بوغبا، للوقوف ندا أمام الأرجنتين ونجمها ميسي حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات.
علق مدافع المنتخب الفرنسي بريسنل كيمبيمبي الذي سبق له مواجهة ميسي عندما التقى فريقيهما باريس سان جرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا موسم 2016-2017، بالقول "لا أعتقد أن ثمة شخص على هذه الأرض يمكن أن يجد حلاً لإيقاف ميسي".
يقول ميسي، إنه يتوخى الحذر من فرنسا لأن "لديها منتخب جيد جدًا، ولديهم مؤهلات فردية جيدة لديهم مدافعون جيدون، لاعبو خط وسط جيدون ومهاجمون جيدون. لديهم لاعبون سريعون جدًا يمكنهم خلق الفرق، زملاء في خط الهجوم (عثمان ديمبيلي في برشلونة الإسباني) وفي الدفاع (صامويل أومتيتي) ستكون المهمة صعبة".
عين على الملعب وعين على المدرجات.. هذا ما سيكون عليه الحال في ملعب قازان أرينا. على العشب الأخضر ميسي، وفي المنصة شخصية مهمة: دييغو أرماندو مارادونا. أسطورة كرة القدم الأرجنتينية كان نجم المباراة الحاسمة ضد نيجيريا الثلاثاء، رقص، وجه حركات مشينة بإصبعيه وتلفظ بألفاظ نابية، وأصيب بالإعياء في ملعب سان بطرسبورغ حيث فاز منتخب بلاده 2-1 بهدف لماركوس روخو في الدقيقة 86، كان ضامنا للعبور ومنقذًا من الخروج المبكر للمرة الأولى منذ 2002.
طمأن مارادونا عشاقه في اليوم التالي: "أنا بخير، وباق".
المباراة الثانية السبت لا تقل أهمية، الأوروغواي متصدرة المجموعة الأولى والبرتغال وصيفة الثانية. فيها من المواجهات الفردية ما يكفي: ثنائي "سيليستي" لويس سواريز وإدينسون كافاني من جهة، وأفضل لاعب في العالم 5 مرات كريستيانو رونالدو ثاني لائحة الهدافين الى جانب البلجيكي روميلو لوكاكو، بفارق هدف واحد خلف المتصدر الإنكليزي هاري كاين.
مباراتا الأحد غير متكافئتين على الورق. إسبانيا بطلة العالم 2010، ستلاقي روسيا المضيفة التي لم يكن أحد يتوقع وصولها إلى هذا الدور: فوزان على المنتخبين العربيين المتواضعين السعودية (5-صفر) ومصر (3-1)، قبل أن تعود إلى الواقع بخسارة أمام الأوروغواي (صفر-3).
يتوقع المراقبون أيضا الكثير من المشاكل للمنتخب الدنماركي في مواجهته لكرواتيا التي قدمت أداءً يعد من الأفضل في الدور الأول، بقيادة فنانين موهوبين في خط الوسط اسمهما لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش.
دغدغ يوم الإثنين أحلام متابعي كرة القدم بمباراة ثأرية للبرازيل في مواجهة ألمانيا، علها تشفي غليلها من الذين أذلوها على أرضها 1-7 في نصف نهائي النسخة الأخيرة، إلا أن "السيليساو" ونجمه نيمار أغلى لاعب في العالم، سيكونان في مواجهة المكسيك التي دقت "المسمار" الأول في "نعش" المانشافت ومدربه يواكيم لوف بالفوز 1-صفر في الجولة الأولى.
في اليوم ذاته، تلعب اليابان "المحظوظة" بنقاط اللعب النظيف مع بلجيكا تبدو المباراة سهلة على الورق للبلجيكيين الذين سيخوضونها وعيونهم على الخصم المستقبلي في ربع النهائي، والذي من المرجح أن يكون البرازيل.
أخيرًا، الثلاثاء، مواجهة غير متوقعة بين السويد وسويسرا. قصة المنتخب الاسكندينافي جميلة حتى الآن: في غياب عملاقه زلاتان إبراهيموفيتش المعتزل دوليًا منذ صيف 2016، حجز بطاقته إلى المونديال بالتفوق على هولندا في التصفيات، قبل أن يحرم إيطاليا وعملاق حراسة مرماها جانلويجي بوفون من التواجد في المونديال للمرة الأولى منذ 60 عامًا، وابتسم له الحظ في النهائيات بتصدر مجموعته.
انتزع السويديون مركزا كان الألمان مرشحين فوق العادة للحصول عليه، قبل أن يتحول الواقع إلى كابوس وينهوا المجموعة في المركز الرابع الأخير.
في المقابل، بدأ المنتخب السويسري الذي لم يسبق له الفوز في مباراة خروج المغلوب في المونديال، مشواره بتعادل ثمين مع البرازيل (1-1) قبل أن يقلب الطاولة على صربيا في الجولة الثانية (2-1) ثم يحقق التعادل مع كوستاريكا (2-2) في الجولة الأخيرة.
يختتم الدور ثمن النهائي بتحدي كولومبيا لمنتخب "الأسود الثلاثة". سيواجه منتخب "الكافيتيروس" مشكلة الغياب المتوقع لنجمه وصانع ألعابه وهدافه في مونديال 2014 خاميس رودريجيز الذي أصيب مجددًا وغادر الملعب في المباراة ضد السنغال الخميس، وأعرب مدربه الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، عن قلقه بشأن وضع لاعب دوره حاسم كلما تواجد على أرض الملعب.
في 15 يوليو، يستضيف ملعب لوجنيكي في موسكو المباراة النهائية من السبت وحتى ليل 11 يوليو (ختام الدور نصف النهائي)، سيبقى السؤال المطروح: من سيكون طرفاها؟ أما سؤال اليوم الجمعة فهو: ماذا يفعل عشاق كرة القدم، وكأس العالم في إجازة؟.