"تزوج فاطمة".. غراميات "نابليون" فى المحروسة
برغم صرامته التي اكتسبها عبر حياة عسكرية طويلة كانت الخشونة أحد أبرز ما لها من سمات لكن القائد الفرنسي نابليون بونابرت الذي نصب نفسه امبراطورًا عاش الكثير من قصص الحب لدرجة أنه أثناء حملته على مصر برزت أقاويل تؤكد على زواجه من فتاة مسلمة تدعى "فاطمة".
وكانت له إلى ذلك غراميات لم ينس المؤرخون تدوينها في كتبهم للكشف عن الوجه الآخر في إحدى أبرز الشخصيات المقاتلة التي غيرت مسار التاريخ الأوروبي بل وتاريخ العالم، ومن الكتب الهامة والمثيرة في هذا السياق "المرأة في حياة نابليون" وهو كتاب نادر لا تتوفر نسخه في كبرى المكتبات، وتوجد له نسخة عتيقة بحوزة الباحث شعبان ناجي الذي كان معه ذلك الحوار.
بوصفك أحد هواة جمع الوثائق نود أن نتعرف منك على حكاية فاطمة التي أحبها نابليون؟
في أثناء رحلتي الطويلة التي قضيتها باحثًا عن جواهر الكتب توصلت إلى نسخة أنيقة وفي غاية القدم من كتاب "المرأة في حياة نابليون" للكاتب كريستوفر هيبرت مدعمة بالصور والوثائق النادرة وفيها يكشف الكاتب عن بعض الوثائق التي تركها نابليون في المناطق الشعبية بوسط القاهرة وبعض عشيقاته من المصريات وبعض من تزوجهن حيث شاع جدًا أنه تزوج سيدة تدعى "فاطمة" تركها عندما اضطر إلى العودة لفرنسا تاركًا قيادة الحملة للجنرال كليبر الذي قتله سليمان الحلبي، ونحن لا نستغرب من غراميات نابليون فأمثاله من الزعماء الذين غيروا وجه التاريخ كانت لهم خفايا وكواليس ومواقف مثيرة للدهشة، ذلك أن الإنسان عمومًا من الصعب قولبته في إطارٍ معين ولا يمكن دائمًا أن نتنبأ بأفعاله فما بالك بنابليون وأمثاله.
باعتبارك واحدًا من هواة جمع الكتب النادرة حدثنا بدايةً رحلتك في هذا العالم؟
ماذا أقول سوى أنها رحلة طويلة ومضنية قضيتها بين المكتبات والكتب وبدأتها في سن الخامسة عشرة، على أن التلاحم القوي مع هذا العالم الرحب كان في بداية المرحلة الجامعية حيث التحقت بآداب طنطا الكائنة في شارع طه الحكيم والذي اشتهر بباعة الكتب المصطفين على جانبه وكأن القدر يرسم لي معالم حياتي ويدفعني إلى هذا العالم حتى يعرفني الناس من خلاله، وكنت الزبون الدائم عند باعة الكتب في شارع طه الحكيم ولا أذكر أن يومًا واحدًا مر عليَّ ولم أشتري فيه كتابًا، وما يسعد قلبي حين تستعيده الذاكرة هو رخص الكتب بطريقة تدعو إلى التعجب، وفي رمضان كان الباعة يقيمون الأوكازيونات لأجد كتبًا في غاية الأهمية تباع بربع جنيه! ومن هذا الأوكازيون حصلت على روائع لا وجود لها حاليًا في المكتبات.
وما هي أهم الكتب التي اشتريتها ولا تزال في مكتبتك حتى الآن؟
في المرحلة الباكرة التي حدثتك عنها حصلت على نسخة قديمة من كتاب "حمزة البهلوان" ونسخة أخرى من "سيرة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب" هذا بالنسبة إلى الأدب الشعبي، أما بالنسبة إلى الأدب الرسمي فقد قمت بشراء بعض كتب عبد القادر المازني مثل "عودٌ على بدء" و"ع الماشي".
ومن الكتب المترجمة الخالدة اشتريت نسخة من كتاب "عشر روايات خالدة" لسومرست موم، ولديَّ نسخة في غاية القدم من رواية غادة الكاميليا لألكسندر دوماس الأصغر تحت عنوان "ذات الزهور البيضاء" ترجمة طانيوس عبده الذي أحسب أن الكثيرين لا يعرفوه.
كان هذا في طنطا فماذا فعلت بعد إقامتك في القاهرة؟
واصلت المسيرة وتابعت كل منافذ بيع الكتب القديمة في السيدة زينب والإسعاف والحسين والجامعة وعثرت على كتب مهمة في طبعات قديمة فقد توصلت إلى نسخة معتقة من كتاب "منهل الوُرَّاد في علم الانتقاد" لقسطاكي الحمصي وهو ناقد شاميٌ كبير ظهر قبل طه حسين بثلاثين سنة، وحصلت كذلك على بعض الكتب المهمة لنقاد عاصروه مثل "جبر ضومط" و"محمد دياب" والأب لويس شيخو صاحب كتاب "شعراء النصرانية قبل الإسلام" الذي أفخر باقتناء واحدة من أقدم نسخه.
من المعروف أنك من عشاق "لامارتين" فهل توصلت إلى كتب قام بتأليفها؟
بالطبع، فقد حصلت على نسخة من الطبعة الأولى لترجمة قصة "رفائيل" التي ألفها لامارتين ونقلها إلى العربية الأديب الأشهر أحمد حسن الزيات صاحب "الرسالة" وهي رواية تقوم على قصة حب حقيقية عاشها لامارتين الذي أحب فتاة تدعى "جوليا شارل" وقد ماتت في عمر الزهور.
وما هي قصة الكاتب "كوستي ساجاراداس" اليواني الذي عاش في أسيوط؟
هو صاحب الرواية النادرة التي سماها "عذراء أسيوط" وقد صدرت عام 1924 وكانت حدثًا مدهشًا في الأوساط الثقافية بمصر واليونان على حدٍ سواء، وكنت قد قرأت ما كتبه الراحل الكبير "يحيى حقي" عن الرواية في كتابه "خطوات في النقد" فبحثت عنها وكأنني أنقب في الصخر ولأن الإنسان بإرادته يحصل على كل ما يريد فقد حصلت عليها والحمد لله، والجدير بالذكر أن هذه الرواية تحديدًا أعادت دار أقلام عربية بالقاهرة نشرها في طبعة جديدة حررها صديقي الشاعر طارق هاشم وأشكره على ذلك.