البابا فرنسيس استقبل ماكرون في لقاء مدته غير مسبوقة
عقد البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء في الفاتيكان، لقاء استمر 57 دقيقة، وهي مدة غير مسبوقة في لقاءات الحبر الأعظم كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
واجتمع البابا وماكرون في مكتبة الفاتيكان، المكان المعتاد للقاءات الحبر الأعظم مع رؤساء الدول والحكومات.
ولم تتجاوز لقاءات البابا في السابق 50 دقيقة، مثلما حصل عندما استقبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخرج البابا وماكرون اللذان يلتقيان للمرة الاولى من الاجتماع وهما يبتسمان، وتبادلا العناق عدة مرات.
وقدم ماكرون هدية إلى الحبر الأعظم هي نسخة مترجمة إلى الإيطالية من كتاب "مفكرة كاهن في الريف" للكاتب الفرنسي جورج برنانوس الكاثوليكي المؤمن الذي يلقى تقديرا كبيرا من البابا.
وقدم البابا فرنسيس للرئيس الفرنسي ميدالية برونزية للقديس سان مارتان، والنصوص البارزة في حبريته.
وقبل هذا الاجتماع على انفراد، تناول ماكرون الفطور بعيدا عن أضواء الإعلام مع مجموعة "سانت إيجيديو" الكاثوليكية الناشطة في استقبال المهاجرين وإقامة "ممرات إنسانية" للاجئين السوريين إلى أوروبا.
وقد يشكل هذا الاجتماع مع منظمة تتمتع بحضور كبير في الدوائر السياسية الإيطالية، فرصة لتمرير رسائل إلى السلطات الجديدة التي أعلنت الحرب على المنظمات غير الحكومية التي تنشر سفنا قبالة السواحل الليبية.
ويدعو البابا باستمرار قادة الاتحاد الأوروبي إلى التمسك بالمثل المؤسسة للتكتل ومن بينها "التضامن"،
وبشأن موجة المهاجرين الوافدين إلى أوروبا والذين دعا البابا إلى "استقبالهم ومواكبتهم وإسكانهم ودمجهم" في المجتمع بحدود قدرات كل بلد، يرى الحبر الأعظم أنه "يجب الاستثمار بذكاء لتأمين عمل وتعليم لهم" في بلدانهم الأصلية وخصوصا الإفريقية.
ومع أنه انتقد مرارا "التيارات الشعبوية التي تزدهر انطلاقا من الأنانية"، امتنع البابا حتى الآن عن التعليق على مواقف الحكومة الإيطالية الجديدة التي تولت السلطة قبل ثلاثة أسابيع.
كما أن موضوع العلمانية على الطريقة الفرنسية فرض نفسه حتما في المحادثات بين ماكرون والبابا.
ففي خطاب طويل أمام مؤتمر أساقفة فرنسا في بداية أبريل، قال ماكرون إنه يريد "إصلاح (...) الصلة" بين الكنيسة الكاثوليكية والجمهورية الفرنسية، التي "أفسدت" خصوصا منذ السماح بزواج مثليي الجنس في 2013.
ويفترض أن ينتهز الرئيس الفرنسي فرصة اللقاء ليدعو البابا إلى فرنسا وخصوصا إلى مدينة مرسيليا المعروفة بتنوعها الثقافي. وإن كانت مثل هذه الزيارة "مطروحة" اليوم على حد قول رئيس مؤتمر أساقفة فرنسا، فإن فرنسا ليست على ما يبدو من أولويات الحبر الأعظم.