قصص الفضاء المشوقة تبهر زوار "سمارا" في كأس العالم
تستضيف مدينة سمارا الروسية حاليا مباريات كأس العالم لكرة القدم بعد أن كانت في يوم من الأيام واحدة من الأماكن التي تحتفظ بأسرار برنامج الفضاء الخاص بالاتحاد السوفيتي السابق.
وتم تصنيع الصاروخ الذي حمل يوري جاجارين ليصبح أول إنسان ينطلق إلى الفضاء في 1961 في المدينة التي كانت تسمى كويبيشيف حتى 1991.
خلال تلك الفترة كانت المدينة مغلقة بالكامل أمام العالم الخارجي باستثناء عدد محدود من الزوار الأجانب وكانت ثقافة التكتم والسرية هي السائدة بين السكان حتى أن عددا كبيرا منهم لم يكونوا يعرفون طبيعة البرنامج الذي يعملون فيه.
ولم يكن مسموحا للقوارب التي كانت تجتاز نهر الفولجا بالعبور خلال المدينة إلا في الليل لأن الظلام كان يلف سمارا بشكل لا يتيح لراكبي القوارب التطلع في معالم المدينة.
وقالت ايلينا كوزينا مديرة متحف الفضاء بالمدينة اليوم الجمعة "شاركت كل الأسر المقيمة في سمارا بطريقة أو بأخرى في برنامج تصنيع الصاروخ."كانت أنشطة المدينة سرية ومحظورة أمام الزوار الأجانب وكان منالمستحيل أن تدخل إلى المدينة أو أن تخرج منها حتى بالنسبة للسكان المحليين".
أما الآن فإن آلافا من مشجعي كرة القدم يتجولون في شوارع المدينة التي تستضيف ست مباريات في كأس العالم على استاد سمارا الذي شيد على شكل جسم فضائي.
ويتوجه عدد كبير منهم لزيارة متحف تديره كوزينا في المدينة والتعرف على ملامح برنامج الفضاء الذي كان في يوم من الأيام يقع تحت ستار السرية.
وفي جناح خاص داخل المتحف تسرد عرائس ماتريوشكا التقليدية الروسية قصة سباق الفضاء مشددة على أحداث بارزة وقصص رواد الفضاء الأوائل مثل جاجارين ونيل أرمسترونج أول من مشى على سطح القمر.
وتوضح كوزينا ضاحكة سبب ظهور عرائس ماتريوشكا على شكل كلاب ترتدي الزي الفضائي في أحد العروض "تحكي القصة عن كلب يدعى "الشجاع" كان يفترض أن ينطلق في رحلة فضائية لكنه اختفى قبل موعد الرحلة بيوم واحد."شعر الجنود الذين كان يحرسون الكلب بالخوف ووجدوا كلبا آخر أرسلوه إلى الفضاء بدلا من الكلب الأصلي".
ومع تدفق آلاف المشجعين إلى المدينة فإن سكان سمارا ينتهزون كأس العالم للتعرف إلى أناس جدد.
وقالت كوزينا: "كأس العالم فرصة جيدة لتجدد المدينة نفسها وتظهر قدرتها على القيام بأمور رائعة.
"أعتقد أنه أمر جيد وعنصر يوحدنا جميعا".
لكن هذا لا يعني أن المدينة تناست ماضيها بالكامل.
وأوضحت: "أعتقد أن ثقافة السرية والكتمان لا تزال موجودة بين سكان سمارا ويمكنك اليوم أن تلاحظ هذا."فالسكان لا يخبرونك بكل الأسرار التي يعرفونها".