مينا أسعد عن أزمة صور كوبر: الفنان لم يقصد أي إهانة
علق الباحث القبطي مينا أسعد كامل، على الأزمة المشتعلة مؤخرا بشان أيقونات اللاعبين المرسمة بالفن القبطي، مؤكدا أن الأمر تم بحسن نية ولا يوجد فيه أي تعدى على الأديان.
وقال أسعد في تصريحات لـ"الدستور" قائلا: "اشتعلت النيران بسبب مجموعة الصور المسماة "بورتيهات الفيوم" والتي قام برسمها الفنان أحمد صبروتي، ورأى الكثير فيها فرصه لاشتعال أوضاع تحت مسمى ازدراء الأديان.
وأضاف: "تتبعت مسار المجموعة الفنية، وصاحبها، ليصل يقيني أن الفنان، لم يقصد "أن يزدري" أية إيمان أوعقائد، بل قام كما أعتقد بمحاولة نشر الفن القبطي الذي يعشقه".
وتابع:"أنه خارج إطار المنتفعين ومدعي البطولة، والهتيفه وتلك الفئة التي تسعى لإشعال الأمور، ويعتبرون أى فن مخالف لهم ازدراء.
وأوضح: "لننظر بموضوعيه لماذا غضب البعض من الصور، أو تحديدا المشكلة في الصورة المتشبه بها كوبر بالمسيح، فقد فات الفنان العبقري أحمد صيروتري أن الرسومات القبطية من لوحات وإيقونات ليست صورا ترسم وإنما صورا تقرأ، والذي يتطلع إلى تلك اللواحات لا يشاهدها وإنما يقرأها.
وفي إطار الأمثلة قال أسعد إن السفينة في الفن القبطي ترمز للكنيسة، والطاووس يرمز إلى جمال الفردوس لألوانه، وبخصوص معنى الألوان في الأيقونات القبطية فالأزرق رمز المعرفة التي لا تدرَك بالعقل ولكن بالقلب، ويرمز إلى المجد الإلهي.
والأخضر يرمز إلى التجديد فى الطبيعة البشرية، والعيون الدائرية وهى ترمز الى الحياة الابدية ولن تجد ابدا اى مشاعر حزن بل دائما تكون ملامح سعيدة وهى رمز الى الفرح فى اورشليم السمائية.
وأوضح "أسعد" أنه عندما اختار الفنان أحمد أن يرسم قبطيا في صورة كوبر، اختار صورة لا يجوز استخدام كلماتها في أخرى، فالإصبع الواحد المرفوع رمز الوحدانية والطبيعة الواحدة، الدائرة خلف الرأس والتي تشير الى القداسة، ووصف المسيحيين أنهم نور العالم، والكتاب الممسوك يشير إلى كلمة الله، هكذا يقرأ الأقباط أيقوناتهم، وهناك المزيد طبعا.
وعلى سبيل المثال أنه في صورة كوبر علق أحدهم أن الإصبع بديل عن (الجول) وهالة القداسة تحولت إلى كره، وكلمة الله تحولت لخطة ملعب، لذا فاصطدم كل قبطي شاهدها بقراءته للايقونة المعتادة فترجم عقله الباطن أنه بدلا من آن يقرأ فنا قرأ سخرية، وله بكل تأكيد كل الحق، وربما تواترت في أذهنه البعض تساؤلات ماذا لو كان الأمر مختلفا ومعكوسا.
وأكد "أسعد" أنه على كل الأحوال، لقد سقط الفنان أحمد في فخ النوايا الحسنة، وتصيد له من تصيد.