في ذكراه.. لماذا كان يتمتع "بورخيس" بالاحترام والكراهية؟
ولد خورخي لويس بورخيس، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، في العاصمة الأرجنتينية "بوينس آيرس" في 24 أغسطس عام 1899 لاب دبلوماسي، ما جعله يتنقل من جنيف إلى إسبانيا ويتقن عدة لغات، وعني بالأدب اللاتيني، ودرس الملاحم مثلما درس أعمال كافكا وإدجار ألان بو وروبرت فروست ووالت ويتمان وبودلير، وعمر الخيام، حتى فقد بصره عام 1956.
ويذكر عن بورخيس أنه بدأ الكتابة وهو في السادسة من عمره، وقرأ وترجم في وقت مبكر أعمال فرجينيا وولف، ناثانيال هاوثورن، ويليام سارويان، هرمان ملفيل، وأوسكار وايلد.. وغيرهم، ودرس القانون حتى أصبح محاميا.
ويقول: درب غالغر في كتابه "أدب أمريكا اللاتينية الحديث"، والذي ترجمه إلى اللغة العربية محمد جعفر داوود: "يتمتع بورخيس في قارة أمريكا اللاتينية، وبالأخص في الأرجنتين، إما بالاحترام وإما بالكراهية، فبالنسبة إلى متتبعي مبدأ الأدب الملتزم يعتبر فنانا رجعيا غير ملتزم، أما بالنسبة للآخرين فإنه عبقري الأسلوب، قام بتعليم جيل كامل من روائيي أمريكا اللاتينية كيف يكتبون بالإسبانية، كما يعتبر الرجل الذي أعاد للخيال وضعه المناسب في أدب أمريكا اللاتينية، وذلك بتحرير القصة من واجب توثيق الواقع".
ويضيف غالغر: "تزخر أعمال بورخيس بأوصاف عاطفية إلى لحظة التوكيد تلك، وهزيمة البحث الفكري في المحصلة النهائية، وهكذا فإن العالم العربي ابن رشد يطرح الخوف من اللا نهائية الشاملة، الخوف من الفراغ المطلق، من المادة المطلقة، لقد نظر إلى الحديقة المتناسقة، فأحس بالشيخوخة والعقم واللا حقيقة".
وذلك حسبما ذكر حسب الله يحيى، في مقال له بمجلة "الأقلام" العراقية.