طهِّر قلبك قبل لسانك
«كُلُّ كَلامٍ يَبْرُزُ وَعَلَيْهِ كِسْوَةُ القَلْبِ الَّذى مِنْهُ بَرَزَ».. تقول لنا هذه الحكمة العطائية إن الكلام الصادق، الخارج من القلب، له مفعول إيجابى عظيم، وأصحاب هذا النوع من الكلام هم فى الأصل شخصيات صادقة محبة للخير.
ولأن اللسان ترجمان القلب، فإنه إذا تطهَّر هذا الأخير من أى غيرة وحقد اكتسى الكلام بالنور وانتفع به السامعون، أما إذا تدَّنس بالذنوب فإن كلام صاحبه سينضح بالقسوة.
وتقودنا هذه الحكمة للحديث عن علم النفس الإيجابى (Positive Psychology)، الذى بدأ كحركة تطورت من التفكير الإيجابى إلى علم نفس، على يد مارتن سليجمان، رئيس جمعية علماء النفس الأمريكيين، عام ١٩٩٨.
فبعد أن تعددت فروع علم النفس ومجالاته وميادينه، أصبح منها ما يهتم بالتعرف على خصائص السلوك السوى، ومقوماته وقوانينه الأساسية.
ويشتغل علم النفس الإيجابى فى الأساس على الدراسة العلمية لما يحقق السعادة للناس، ويسعى إلى تعزيز القدرات الشخصية المتعددة، مثل الصمود والصلابة النفسية والتفكير الإيجابى وغيرها، وكذلك إلى تدريب الأفراد على مواجهة الضغوط النفسية، التى يتعرضون لها، والتخلص من الاحتراق النفسى.
وينشر الشخص الإيجابى الخير والسلام والطاقة والكلام الطيب، الذى يدفع الآخرين للاجتهاد ويزيدهم حماسًا وحبًا، لذا فإن الكلام الإيجابى يخلق حالة من الدفء ويقوى أواصر الصداقة والمحبة.