مفتى الجمهورية: التمذهب لا يعني انغلاق العقل
قال فضيلة مفتى الجمهورية، الدكتور شوقي علام، إن التمذهب لا يعني انغلاق العقل وتحجر الفكر، بل يعني إطلاق العنان للعقل وتحرر الفكر، لإنزال حكم الله الوارد في النصوص الشرعية على الوقائع الحادثة بضوابط علمية رصينة ومناهج واضحة وتسلسل موصول برسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وأضاف مفتى الجمهورية، في حواره اليومي الرمضاني في برنامج "مع المفتي"، إن المذاهب الفقهية تركت لنا فكرًا منتظمًا متسقًا، له غايات واضحة على مدى زمني طويل، يساعدنا على التعامل مع الوقائع الحادثة في المجتمع وفق مراد الشرع الشريف.
وأشار المفتي إلى أن هؤلاء العلماء أصحاب المذاهب الفقهية كانوا يكنون بعضهم لبعض كل تقدير واحترام، وسيرتهم في ذلك معروفة مشتهرة، كعلاقة أبي حنيفة ومالك، والشافعي ومالك، ومالك والليث بن سعد، وابن حنبل والشافعي.
ولفت إلى تاريخ علم الفقه والمذاهب الفقهية، مستعرضًا هذا التاريخ الطويل والمشرف من الحلقات المتواصلة، من العطاء العلمي المرتكز على مصادر الشرع الشريف.
ونوه بأن التجربة أثبتت على مر القرون أن مَن يطالع الجهد الذي بذله هؤلاء الأئمة في بيان أحكام شرع الله يدرك كم يجب علينا أن نحفظ مذاهبهم ونعتني بها وننتسب لها، ولماذا ندعو الناس إلى ذلك؟.
وعن قيمة المذاهب الفقهية لفت فضيلة المفتي النظر إلى أن هذه المذاهب تركت لنا المناهج التي تتيح التعامل مع الواقع وفق مراد الشرع الشريف، وأن عقلية المذاهب والمدارس الفكرية مهمة جدًّا، صغرت تلك المذاهب والمدارس أو كبرت؛ لأنها تنشئ فكرًا منتظمًا متسقًا له غايات واضحة على مدى زمني طويل، تساعدنا على التعامل مع الواقع وفق مراد الشرع الشريف.
وقال: من العسير على النفس- فضلًا عن الواقع العملي- التفريط بهذا التراث العلمي المتراكم عبر القرون بدعاوى حرية الرأي والتفكير، وعلى الجميع- خاصة المقللين من أهمية التراث- أن يطالع هذه الكتب الفقهية من أمهات الكتب ليدرك حجم الجهد المبذول فيها.