رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. رضا فضل من معاق بلا "كفين" إلى رسام عالمي

جريدة الدستور

في الأيام الماضية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفنان تشكيلي يجمل حوائط جامعة الأزهر، في إطار مشروع تجميلي دشنته إدارتها، لم يكْ سر الإعجاب هو التصميم والتنفيذ النهائي للحوائط فحسب، بل النسبة الأكبر للزهو بهذا النشاط نُسبت إلى القائم عليه.

يقف حاملًا فرشاة التلوين وقابضًا عليها بمفصلي سواعده وإذا شعر ببعض الإعياء فيها يبدل مكان الفرشاة لكن هذه المرة بين شفتيه، تارةً أخرى بين أصابع قدمه، نظرًا لولادته دون كفين.. إنه "رضا فضل".

تفوق "رضا" دراسيًا في جميع المراحل حتى أصبح مدرسًا بكلية تربية في نفس الجامعة التي تخرج فيها قبل نحو خمسة عشرة عاما، وهو أمر نادر الحدوث مع من هم في مثل ظروفه.

يروي " رضا" بأن اليوم الذي أقدم فيه على دخول الجامعة، امتعض موظف شئون الطلاب ورفض أن يعطيه استمارة التقديم.. يبدو كلام الموظف منطقيًا فكيف لطالب تعتمد كليته على الرسم ألا يملك أيدي.. لكن موهبة "رضا" فرضت على إدارة الجامعة قبوله.

يذكر ابن محافظة كفرالشيخ بدلتا مصر أن جزءا كبيرا مما وصل إليه يعود لمركز شباب مدينة "دسوق"، حيث ساعده بعرض اللوحات في المعارض المحلية وقصور الثقافة، حتى التقت به الدكتورة منى أبو النصر التي عرفها المصريون عبر إبداعها شخصية "بكار" الشهيرة، ولإعجابها بموهبته الفذة طلبت منه الالتحاق بكلية فنون جميلة التي كانت تديرها في هذا الوقت، لكنه آثر إكمال دراسته في الأزهر الشريف.

بالفعل اجتاز المرحلة الجامعية بتفوق مُلهم لمن حوله، وأصبح عضوًا في هيئة تدريسها، رغم انشغاله بحياته الأكاديمية لم يهمل لوحاته، والتي لمعت هي الأخرى لجمالها المُلفت، فنالت شهرة عالمية ومحلية، ومثل "رضا" مصر في الكثير من المحافل الدولية آخرها كان في تونس، وعرض جزءا كبيرا منها في منظمة اليونسيف.

الخطوة التالية التي يرغب بها رضا هي إقامة المعرض الثاني للوحاته، بعد أن أقام الأول في متحف طه حسين الذي استلهم منه في مشواره الكثير من التصميم والعزم.