لا ترض عن نفسك
«أَصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوةٍ؛ الرِّضا عَنِ النَّفْسِ. وَأَصْلُ كُلِّ طاعَةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ؛ عَدَمُ الرِّضا مِنْكَ عَنْها. وَلَئِنْ تَصْحَبَ جاهِلًا لا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عالِمًا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ. فأَيُّ عِلْمٍ لِعالِمٍ يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ وَأَيُّ جَهْلٍ لِجاهِلٍ لا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ».
الحكمة هنا مفعمة برسائل نفسية عدة، لكن قبل كل شىء يلزم التنويه بأن هناك فرقًا بين الرضا الحقيقى وبين التصالح مع النفس والرضا عنها، فالرضا الحقيقى يريح قلبك ويجعلك تصفو، أما الرضا عن النفس فيقودك إلى تجاهل أخطائك والتغافل عن عيوبك.
لارى ويلسون، مستشار السلامة القائمة على السلوك لأكثر من ٢٥ عامًا، مؤلف برنامج SafeStart، للتوعية بالسلامة، ناقش كيف يشعر الناس بالرضا عن أنفسهم فى المهام اليومية التى كانوا يؤدونها لسنوات مثل القيادة وتشغيل الآلات وحتى الأنشطة الترفيهية مثل الركض أو التزلج.
ويقول «ويلسون»: «الرضا عن النفس يسبب العديد من المشاكل، ولكن أكبرها أو أسوأها هو أنها تؤدى إلى عدم قيامك بمهمتك»، مضيفًا: «عقلك يمكن أن يهيم أثناء المهام التى قمت بها مئات المرات، ومع ذلك، لا يستغرق الأمر سوى بضع ثوانٍ من إغلاق عينيك على عجلة القيادة أو التفكير فى أمر آخر لحادث خطير».
وحسب «ويلسون»، فإن الرضا عن النفس، لا يسمح لك بإدارة إجراءات غير متوقعة يمكن أن تسبب الضرر.
وقد تكون تلك المصادر غير المتوقعة للخطر أفعالك الخاصة، أى أن تنام على عجلة القيادة أو تصرفات أشخاص آخرين، مثل شخص آخر يترك بابًا مفتوحًا أو لا يتوقف عند الضوء الأحمر، أو أعطال المعدات، مثل انقطاع سلك، وعمل إشارات المرور بشكل غير صحيح.
كل هذه الإجراءات غير المتوقعة قد تسبب حدوث إصابة إذا كان شخص ما راضيًا عن نفسه، فى حين أنه من الممكن منع الإصابة على الأرجح إذا كان الشخص فى حالة تأهب.. الخلاصة: رضاك عن نفسك هو بداية هلاكك دنيا ودين.