موج البحر.. مصدر جديد لتوليد الكهرباء فى قطاع غزة المحاصر
مع عدم توفر الكهرباء فى قطاع غزة، سوى بضع ساعات فقط في اليوم، بدأ مهندسون شبان من حديثي التخرج العمل في مشروع لاستخدام موج البحر لتوليد الكهرباء، ويقول المهندسون إن الهدف من فكرتهم هو إنتاج طاقة نظيفة ومتجددة تسهم، ولو بقدر بسيط، في سد عجز الكهرباء بقطاع غزة المحاصر.
وقال خريج هندسة كهربائية من الجامعة الإسلامية، مشارك في المشروع، يدعى هيثم مشتهى، (26 سنة): "بدأت الفكرة عندنا في كيفية توليد كهرباء لقطاع غزة. فكرة تكون طاقة نظيفة، طاقة متجددة، نقدر نسد فيها عجزًا ولو بسيطًا. بدأت الفكرة معنا من خلال إنه كيف إحنا ممكن نساعد في سد العجز هدا. مشروع التخرج عملناه ومشينا فيه ونجح نجاحا قويا جدا، أعطانا دفعة لأنه إحنا نكمل في مشروع توليد الكهرباء من موج البحر".
وتتوفر الكهرباء حاليًا بين ثلاث وأربع ساعات فقط يوميًا لسكان قطاع غزة الذين يقدر عددهم بنحو مليوني نسمة، وبالطبع يلقي ذلك بظلاله على المدارس والمصانع والمستشفيات والبيوت.
وبدأت فكرة توليد الكهرباء من موج البحر كمشروع تخرج لمجموعة الخريجين الشبان خلال دراستهم في الجامعة الإسلامية، لكن صعوبة الحياة في قطاع غزة المحاصر ألقت بظلال على المشروع الطموح.
فبعض المواد التي كان يحتاجها الطلاب لم تكن متوفرة فى الأسواق المحلية، ولذلك اضطروا لإعادة تدوير أجزاء من آلات قديمة وتصنيع بعض الأدوات من البداية.
وقال خريج هندسة كهربائية من الجامعة الإسلامية، مشارك في المشروع، يدعى محمود مراد، (26 سنة): "كان عندنا نقص في المواد المادية الموجودة وافتقار السوق المحلية إلى بعض الأجهزة، بحيث إنه إحنا في بعض الأجهزة اضطررنا نصنعها من الصفر، كحل بديل لأجهزة مش موجودة.. في بعض الأجهزة اضطررنا نستبدلها بأجهزة من مكن أو من سكراب (خردة)، طبعًا هذا كله كان يؤثر على الكفاءة بحيث إنه كفاءة الجهاز المستخدم لا يكون بنفس كفاءة الجهاز الجديد".
ويحصل قطاع غزة على الكهرباء من إسرائيل ومصر ومحطة طاقة محلية تعمل بأقل من نصف طاقتها التي تبلغ 600 ميجاوات، وهي قادرة على تلبية الاحتياجات اليومية.
وقال خريج هندسة كهربائية من الجامعة الإسلامية، مشارك في المشروع، يدعى محمود أبو زايد (26 سنة): "حاليًا الوحدة اللي عندنا الموجودة الماكسيموم إنرجي لها (طاقتها القصوى) عبارة عن عشرة كيلو وات، طبعًا الطاقة الناتجة ترتبط بعوامل كثيرة، ارتفاعات الأمواج، وكفاءة النظام".
وأضاف خريج هندسة كهربائية من الجامعة الإسلامية، مشارك في المشروع، يدعى ساني صبيح (27 سنة): "إحنا قادرين على إنتاج الكهرباء من بحر قطاع غزة، طبعًا بعد ما أنهينا مشروع التخرج ووصلنا للمرحلة اللي إحنا فيها هلقيت (حاليا). طبعًا لو بدنا نحكي عن المرحلة القادمة، أول مرحلة قادمة حتكون إنه استكمال البحث اللي إحنا فيه عشان نصل لأفضل كفاءات ممكنة من توليد الطاقة عن طريق طاقة الأمواج".
وأثناء الليل تبدو غزة حالكة السواد، حيث لا توجد إضاءة في الشوارع وكذلك في معظم البيوت.
ويمكن سماع ضوضاء مولدات الكهرباء في بعض المصانع ومنازل الأثرياء، غير أن غالبية أهل القطاع لا يستطيعون تحمل نفقات تشغيل المولدات لمدة 20 ساعة يوميا.