التجاوزات الأخلاقية فى القمة
تستحق مباراة القمة ١١٦ أن يطلق عليها «قمة العصبية والتجاوزات الأخلاقية»، ولم يقدم لاعبو الفريقين خلالها أى شىء يرقى إلى فنون كرة القدم، وكانوا بارعين فى السلوك «الشاذ» عن الأخلاق الرياضية تمامًا، وتألقوا فى اللكمات والعنف المتعمد والتجاوزات الأخلاقية والاعتراض على الحكم محمد الحنفى دون داعٍ، رغم أن نتيجة المباراة كانت غير مؤثرة، ولن تؤثر فى ترتيب الفريقين بجدول الدورى.
هناك ٣ أسباب وراء حالة التشنج والعصبية، وسوء السلوك غير العادى من بداية المباراة، سواء من اللاعبين أو المدربين والجماهير القليلة التى تواجدت فى المدرجات.
مانشيت مجلة «الأهلى» المشين، كان أحد أسباب العصبية فى القمة، بعد أن صدرت المجلة مانشيتها صباح المباراة، بعناوين مستفزة: «أهلًا بالزمالك ليلة الخميس.. والحنفى الملاكى يدير المباراة»، بما تضمنه ذلك من إيحاءات جنسية بأن الأهلى العريس سيفترس الزمالك ليلة الخميس، واتهام للحكم محمد الحنفى بالتحيز للزمالك فى كل مبارياته، ما جعل لاعبى الفريقين متحفزين لبعضهم وثائرين ضد الحكم لإرهابه ورافضين لقراراته.
وأسهم بيان مجلس إدارة الأهلى قبل المباراة، فى إشعال الفتنة بين اللاعبين، خاصة أنه استنكر مانشيت المجلة، ولم يعتذر عن الإيحاءات الجنسية، ولا عن اتهام الحكم، بل وتضمن تهديدًا للحكم بأن قال فيما معناه: «المجلة أخطأت، لكن مجلس الأهلى هيعرف يجيب حقه»، ما أعطى الضوء الأخضر للاعبى الأهلى، بأن الإدارة تتربص أيضًا بالحكم.
ثالث أسباب العصبية كان أمير عزمى مجاهد، المدرب المساعد للزمالك، الذى استنفر لاعبيه ووضع مانشيت مجلة «الأهلى» فى غرفة لاعبى الزمالك قبل المباراة، وقال لهم بالنص: «لو رجالة هاتوا حقكم واكسبوا المباراة».
كل هذه الأسباب، جعلت حماس لاعبى الفريقين زائدًا على الحد، ويتحول إلى عنف بهذه الطريقة، رغم أن معظمهم أصدقاء وزملاء فى المنتخب.
الخلاصة أن مباراة القمة كشفت سلبيات بالجملة، فنيًا وتحكيميًا وسلوكيًا، لا بد من تداركها، أهمها حاجة مباريات الأهلى والزمالك إلى حكام أجانب، وهذا لا يقلل من التحكيم المصرى، ولا يحمل اتهامًا للحكم محمد الحنفى بالفشل، ولا أتهمه بأنه تعمد ظلم أى من الفريقين، ولكنه كان يريد عمل توازن لإرضاء اللاعبين، وكاد أن يفسد المباراة، ويتسبب فى كارثة عندما تحولت المباراة إلى معركة حربية وحالة من الفوضى، بسبب الاشتباكات والخناقات المتكررة من لاعبى الفريقين.
حسام البدرى تعامل مع المباراة بغرور، وأخطأ فى التشكيل، خاصة فى مشاركة كريم نيدفيد من البداية، وافتقد الأهلى الكرة الجماعية، وكان الأداء فرديًا عشوائيًا.
أما خالد خلال فنجح فى إعداد لاعبيه نفسيًا، واستخرج أفضل ما لديهم، ولعب بتشكيل متوازن لتأمين نصف الملعب، وعدم المغامرة الهجومية، ولكن هذا لا يعنى أنه الأفضل لقيادة الفريق فى الموسم الجديد، ولا بديل عن المدرب الأجنبى جروس الخبير المتميز.
الأهلى يفتقد عبدالله السعيد «الغائب الحاضر فى القمة»، ولا يوجد له بديل فى الفريق، خاصة فى ظل الاستغناء عن اللاعبين أصحاب الحلول الفردية، أمثال مؤمن زكريا وأحمد الشيخ. وسيظهر غياب السعيد جيدًا فى مباراة الأهلى القادمة أمام الترجى بالبطولة الإفريقية.
لاعبو الزمالك هم أسباب سوء النتائج هذا الموسم، وعندما لعبوا بعزيمة ورجولة، وكانوا فى حالة تركيز شديدة حققوا الفوز بالقمة.