الانتخابات الرئاسية.. التحدي الكبير

الانتخابات الرئاسية هى التحدى الكبير لشعب مصر المُحب لها.. وفى يقينى أننا قادرون على التحدى، وعلينا أن نواصل معاركنا حتى يتحقق لنا الانتصار مرة أخرى على أعداء الوطن.. صحيح أن الانتخابات الرئاسية ستنطلق بعد نحو شهر، لكنها تتم فى ظل حرب مصر على الإرهاب، وفى ظل العملية الشاملة التى لن تتوقف إلا بالقضاء عليه.
إن جنودنا البواسل يخوضون الفصل الأخير الآن من أجل تطهير أرض مصر من الإرهابيين، فى أشرس حرب وفى شجاعة منقطعة النظير، لأنهم يحاربون عصابات تنفذ مخططًا دوليًا لا نعرف كل أبعاده، لكننا نعرف أهدافه الخبيثة، وهو مخطط يستخدم كل الوسائل القذرة، ولديه موارد مالية كبيرة وأسلحة تم تهريبها إلى داخل بلادنا من عدة منافذ طوال السنوات الأخيرة، وهؤلاء الإرهابيون يختبئون فى الكهوف والمخابئ والمنازل.
ومعظم هؤلاء أداة لتدمير مصر فى إطار مخطط تقسيم البلاد، الذى لم ينته ولن ينتهى ببساطة، وستظل القوى المتحالفة والمتآمرة على أرضنا وضد شعبنا تحيك ضدنا الخطط والمكائد، وتُنفق على الخونة والعملاء والمرتزقة وضعاف النفوس لتنفيذ هذا المخطط الملعون، فكل القوى المتآمرة تقف الآن فى خندق واحد، أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر، وتنظيم الإخوان الدولى هو أداة التنفيذ، لأنه لا يؤمن بفكرة الوطن، ولا يعرف إلا الولاء للتنظيم ولا ينفذ إلا خططه.
إن شعب مصر الوفى عليه أن يكون على قدر التحدى الكبير، ولهذا فإن كل من يحب مصر حقًا وليس كلامًا لا بد أن يُترجم حبه وولاءه لها إلى المشاركة بإيجابية، التى تتطلب منا أن ننزل للإدلاء بأصواتنا بالملايين.. ونحن قادرون على ذلك كما فعلنا فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. إن شعبنا استطاع أن ينزل بعدد لم يسجل التاريخ مثله، فقد خرج نحو ٤٠ مليونًا إلى الشوارع لخلع الإخوان من حكم مصر، كانوا «عُزّل» يحملون أعلام مصر، بلا سلاح إلا من قوة إرادة التغيير والتحرر والانتصار على مخطط تقسيم مصر، وإزاحة أعضاء تنظيم دولى تولى مقاليد الأمور من خلال مخططات شيطانية دولية، واستخدام الاتجار بالدِّين، واستهداف قتل المصريين وترويع النساء وترويج العنف، لكن إرادة الملايين من أبناء الشعب المصرى كانت أقوى منه، فتم الخلاص من حكم الظلاميين بفضل مساندة الجيش والشرطة.. ونزلت المرأة المصرية إلى الشارع لتكون فى مقدمة صفوف الثورة.
وإذا كان الرئيس السيسى عند وعده بدعم إرادة الشعب المصرى فى ثورته على الظلاميين، كما كان عند وعده حينما طالبناه بالقضاء على الإرهاب، وإذا كانت العملية الشاملة تتم الآن بقيادته لدحر الإرهاب والقضاء عليه تمامًا- فإن النزول بالملايين للإدلاء بأصواتهم واجبٌ وطنىٌّ لاستكمال الحرب على الإرهاب ودحره، والقضاء على بؤره التى يختفى فيها، كما يجب مساندة السيسى ورجال الجيش فى مهمتهم التى يقومون بها بشجاعة فائقة، فداءً للوطن ودفاعًا عنا.. وعن أمننا وعن بيوتنا وأعراضنا.
إننى أدعو كل امرأة مصرية: الأم والابنة والشابة والجدة إلى أن نتكاتف، وأن تدعو أفراد أسرتها والمحيطين بِهَا لأداء واجبهم الوطنى فى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية لاستكمال بناء وطننا، حتى يتحقق الانتصار تمامًا فى مواجهة الإرهاب الأسود والمرتزقة الذين تسللوا إلى بلادنا خلال السنوات الأخيرة الماضية من خلال المخطط الدنىء، جنبًا إلى جنب مع استكمال خطط البناء والتقدم والتنمية، وهذا ليس بكثير عليها فهى قد أثبتت دورها الوطنى وقدرتها على الوقوف مع بلدها فى الانتخابات الرئاسية منذ أربع سنوات، وفى التصويت على الدستور، وكانت طوابير النساء والشابات تتوالى منذ الصباح الباكر فى مشهد جليل نفتخر به.
نريد أن يهز المشهد الانتخابى العالم أجمع، وأن يكون بمثل روعة خروجنا فى ثورة شعبية كاسحة فى ٣٠ يونيو العظيمة ٢٠١٣ وبنفس مشهد خروجنا الهادر فى حشود هادرة بالملايين من كل المحافظات لتفويض السيسى لمحاربة الإرهاب.. ودعونا لا ننسى أنه يتولى فى الوقت نفسه مع العملية الشاملة- ورغم صعوبة ذلك- تنفيذ مشروعات البناء والتنمية والطرق والكهرباء والإسكان والمياه والغاز، مع الحفاظ على كرامة مصر وإعلاء مكانتها الدولية.
وإذا كان الرئيس السيسى قد ترجم احترامه للمرأة المصرية وتقديره لها بأن خصص لها عامًا باسمها وما زال يدعمها، فإن أقل ما يستحقه من تقدير منها هو القيام بدورها فى حماية الوطن وفى القيام بدورها كمواطنة تحب بلدها، وأن تتقدم الصفوف مرة أخرى بالنزول بالملايين ومن كل الأعمار للإدلاء بصوتها الانتخابى.
ولا شك أن كل أهالى الشهداء الذين استشهدوا سواء أكانوا مسلمين أم مسيحيين، وسواء أكانوا شبابًا أم كبارًا أم صغارًا ينتظرون منا أن نستكمل معهم خطوات دعم الوطن والنزول للإدلاء بأصواتنا كشركاء مصير، فنحن نواجه أخطارًا متواصلة معًا ولا بد أن يؤدى كل منا دوره بإيجابية، ولا بد أن نتذكر أن أسر الشهداء من جنودنا ما زالت فى قلوبهم حسرة ووجع وحزن وجرح لن يندمل إلا بالأخذ بالثأر المبين من كل الأيادى الملوثة بدماء المصريين.
إن نزول ملايين المصريين فى يوم الانتخابات الرئاسية هو خطوة مهمة فى سجل انتصارات المصريين على أعداء الحياة من الضرورى أن يظهروها للعالم.. إنها حلقة فى سلسلة تحديات كبرى متتالية ليس أمامنا إلا أن ننتصر فيها، لأننا فى مواجهة حرب ضخمة وطويلة تستخدم فيها كل الوسائل الدنيئة والقذرة وغير المشروعة.. وإنا فيها لمنتصرون.. إن شاء الله.