قمة الإساءة للخطيب ومرتضى
تبقى مباراة الأهلى والزمالك قمة الكرة المصرية، ومحط أنظار واهتمام الجماهير العربية، رغم تراجع ترتيب الفريقين فى جدول الدورى وعدم تصدرهما القمة.
ويخطئ من يتصور أن نتيجة المباراة محسومة، رغم أن الأهلى يعيش حالة استقرار واقترب من الانفراد بالقمة وله مباراة مؤجلة، بينما الزمالك فى المركز الرابع وخسر ٤ مباريات ويعانى المشاكل والأزمات بعد إقالة مدربه نيبوشا، وتولى إيهاب جلال المهمة فى القمة فى اختبار صعب، ومقامرة ومغامرة، خاصة أنها أول مباراة رسمية بعد تعيينه بأقل من ٤٨ ساعة، ولم يتعرف على اللاعبين جيدا.
ومهما كانت الحسابات وظروف الفريقين فلن يستطيع أحد أن يتوقع نتيجة القمة، فهى مباراة خارج التوقعات ولا تخضع لحسابات وترتيب الفريقين بجدول الدورى.
وبعيدًا عن التوقعات والحسابات، فكل فريق يملك مقومات الفوز وتقديم عرض فنى قوى.. حسام البدرى، المدير الفنى للأهلى، يملك خبرات تدريبية كبيرة ودائما يتفوق فى مباريات القمة ولديه مجموعة من اللاعبين المميزين والبدلاء الأكفاء. وفى الزمالك يملك جلال خبرات كبيرة وفكرًا رائعًا ومجموعة من اللاعبين المميزين، ولديه تخمة فى كل الخطوط، ولدى اللاعبين رغبة فى إثبات تواجدهم مع المدرب الجديد، الذى يحظى بدعم الإدارة والجماهير لتسهيل مهمته. باختصار كل الظروف مهيأة لمدربى الأهلى والزمالك للفوز وتقديم عرض قوى رائع، ولكن الشىء المتوقع فى هذه القمة هو شن هجوم شرس على الخطيب ومرتضى منصور فى حالة إخفاق أى فريق، وستوجه الجماهير والخبراء السهام والانتقادات إلى أى رئيس يخسر القمة وسيلتمسون العذر للمدربين واللاعبين. فى حالة هزيمة الأهلى سيتهمون الخطيب بأنه السبب لأنه يحارب البدرى ويفرغ الفريق من النجوم، ووافق على بيع مؤمن ومتعب والشيخ، ويتناسى النقاد أن الاستغناء عن أى لاعب يكون بموافقة البدرى، بينما لو حقق الأهلى الفوز سيشيدون بالبدرى وفكره العالى وروح وإصرار اللاعبين، ولن يتذكر أحد الخطيب ولا مجلس الإدارة فى حالة الفوز.
وإذا فاز الزمالك فسيتحدث النقاد والإعلام عن عبقرية إيهاب جلال، قاهر المستحيل، وصاحب المعجزات.. وفى حالة الهزيمة ستكون الحفلة على مرتضى منصور، سواء من الجماهير أو الخبراء، وبصفة خاصة الإعلام الذى تدعمه المعارضة الزملكاوية، والذى يلصق بمرتضى أى فشل فى النادى، وينسب النجاح للمدرب أو اللاعبين. وما سيحدث بعد القمة للخطيب أو مرتضى إنذار شديد يؤكد أننا نسير فى طريق خطير يهدد أكبر قلعتين رياضيتين فى الوطن العربى، ومن الواضح أن الرواسب الانتخابية والمصالح الشخصية تلعب دورًا هدامًا فى الكرة المصرية، ويساعد فى ذلك سهولة سيطرة المعارضين فى الأندية على بعض المواقع والأبواق الإعلامية. وأؤكد أن الخطيب ومرتضى بشر، ولديهما أخطاء وأنهما ليسا فوق النقد، ولكن أتمنى أن يكون النقد موضوعيًا وبناءً، من أجل إصلاح الأخطاء فى الأهلى والزمالك والكرة المصرية، وأتمنى ألا تكون المباراة قمة الإساءة للخطيب ومرتضى، ولكن للأسف فإن الإعلام الرياضى أصبح يتربص بالرياضيين وينتظر أى حدث رياضى مهم لتوجيه النقد لأى مسئول، وللأسف فإن بعض المواقع أصبحت تتربص بالرموز الرياضية لهدمها والإساءة لها بطريقة مثيرة.
فى النهاية أتمنى أن تكون مباراة الأهلى والزمالك قمة حقيقية فى الأداء والأخلاق.