باحث أثري يعدد: معظم كلماتنا الدارجة مشتقة من الفرعونية القديمة
على الرغم من التغييرات التي طرأت على اللهجة العامية المقتبسة من اللغة العربية للمصريين، إلا أن هناك بعض الثوابت من الكلمات التي لم تتغير بالرغم من مرور الآلاف السنوات، وهي اللغة التي تناقلها المصريون منذ أيام الفراعنة، فهناك بعض الكلمات الفرعونية التي لا تزال تستخدم لدى المصريين.
وقال الباحث الأثري الطيب غريب، وكبير مفتشي آثار معابد الكرنك، إن اللغة المصرية كانت مقسمة إلى ثلاث كتابات هي: الهيروغليفية وهي الكتابة التصويرية المقدسة، وهي لغة الكتابة في المعابد والمقابر، أما الكتابة الهيراطيقية وهي الكتابة المختصرة، والديموطيقية وهي كتابة الشعب والعوام.
وأضاف أن اللغة المصرية القديمة بدأت تعرف طريقها للاضمحلال مع بداية غروب شمس الحضارة المصرية ووقوع مصر في براثن الاستعمار الفارسي، والأشوري والاغريقي والروماني، ثم ظهرت وتحورت لتكون في اللغة القبطية التي لا تزال لغة ترانيم الكنائس والأديرة في ربوع مصر إلى يومنا هذا.
وتابع حديثه لـ " الدستور" إن بعض الكلمات المصرية القديمة حافظت على بقائها، وما زالت تدرج ضمن اللهجة العامية المعاصرة خاصة في مناطق الصعيد والنجوع والقرى البسيطة، حين كشفت الدراسات والأبحاث التي أجريت بشأن اللغة العامية للمصريين، وجود بعض الكلمات الفرعونية التي لا يعرف معناها حتى الآن، وكلمات أخري يجهل طريقة استمرارها لوقتنا الراهن.
وذكر غريب بعض الكلمات المنشقة من اللغة المصرية القديمة التي لا تزال تستخدم حتي الآن أسماءً لبعض المدن والمحافظات، من بينها: " أسوان" وهي كلمة مشتقة من المصرية سونو وسوان، وهي تعني السوق نظرا لأن أسوان كانت السوق المشتركة بين أجزاء القطر المصري الجنوبية والشمالية، كذلك " ادفو " التي كانت تسمي قديماً، اتبو عند القدماء المصريين، ثم تحورت لتصبح " أدفو" ومدينة إسنا جنوب الأقصر كان يطلق عليها قديما " تا سني" أما مدينة الأقصر، فكان يطلق عليها أسم" طيبة".
ولا يزال ذلك الاسم مستخدماً حتى وقتنا هذا، ليطلق عليها فيما بعد اسم " الأقصر" وهو اسم عربي حديث جمع تكسير للقصر، وهذا بسبب معابد المدينة الشهيرة، التي تشبه قصور العرب.
وأضاف، أما محافظة قنا، فكان يطلق عليها اسم "قني" أي الملتفة أو المنحنية؛ بسبب احتضان النيل والتفافه حول الارض في هذا الجزء، وحتي الان تسمي ثنية قنا، أما محافظة أسيوط فكان يطلق عليها قديما" أسيوطم". وكان يطلق على المنيا اسم " من مني" بمعني الميناء، هذا إلى جانب الكثير من أسماء المدن الأخرى التي ما زالت تحافظ علي أسمائها الفرعونية، ومنها ميت رهينة وأرمنت والفيوم وقوص وقفط والواحات ودمنهور وغيرها.
وأشار غريب إلى بعض الكلمات التي انحدرت من اللغة المصرية القديمة حتي وقتنا الراهن، من بينها كلمات" تف ونف، وبصق، وخر، وموت" وجبع بمعني أصبع، ورد بمعني رجل أو ردل كما ينطقها بعض أهالي الصعيد، و" نس " بمعني لس أو لسان.
وفيما يتعلق بالمصطلحات الفرعونية الخاصة بالقرابة، فمنها كلمة " ست " بمعني سيدة" و " سي " بمعني رجل، وقد أشتهر ذلك الاسم عقب أدراجه درامياً بفيلم بين القصرين، عندما كانت الشخصية الأولي بالفيلم أطلق عليها" سي السيد" ، و" سنو أو صنو" تعني أخ.
أما بالنسبة للأماكن ومظاهر الطبيعية، فكان يطلق الفراعنة يطلقون اسم " أترو عا" على الترعة أو المجري المائي، ومنها النيل أو الترعة الكبيرة، أو المجري المائي الكبير، و" تب أو تبي" تعني العالي والمرتفع، ومنها اشتقت كلمة التبة، والتي تستخدم في الجيش حتي وقتنا هذا.
وتابع: أما كلمة "تا أو طا" فتعني الأرض ومنها الطية أو الطاءة، وتقال نطوي الأرض، و" مر " تعني المجري المائي، ومنها المروة، والتي يستخدمها بعض الفلاحين حتى الآن، وإيضاً كلمة" حسب" أي عزبة، أو الأرض الزراعية والتي لا تزال تستخدم بنفس المعني، وكلمة " واس " وتعني الجاه والسلطان، واشتقت منها كلمة الوسية، وهي لا تكون إلإ لصاحب جاه أو سلطان.
وتطرق غريب إلى المصطلحات المصرية القديمة التي لا تزال تستخدم حتي وقتنا هذا، والتي تتصل بأسماء المأكولات والخضر والفاكهة، فذكرها، كلمة " دبخ " وتعني طبخ، و" كمح" وتعني نبات القمح المعروف، و" ساعير " وهو نيات الشعير، و" خثرو " وهو نبات الخص، وفيما يتصل بأسماء الحيوانات والطيور، فقديما كان يطلق علي البقرة أسم " باكرا" و" مسح " كان يطلق علي حيوان التمساح، وأسم " واو أو هو " فكان يعني الكلب، و" عا" بمعني الحمار.