الساذج.. كيف تحطم حلم البرادعي في الوصول إلى السلطة؟
لم يكن زاهدًا، ولم يكن حقيقيًا فى حديثه عن أن يكون رمزًا للتغيير دون هدف شخصى أو تطلع ذاتى، لم يأت من تغريبته الطويلة ليخلص الناس من فساد واستبداد يراه، بل جاء ليحكم ويتمتع بالسلطة التى اعتقد أنها سهلة وفى متناول يديه.
من على شاشة قناة «العربى» إخوانية الهوى قطرية التمويل، قال «محمد البرادعى» فى الحلقة الأخيرة من سلسلة شهادته ضمن برنامج «فى رواية أخرى» - أُذيعت السبت ٤ فبراير: «خطؤنا الجوهرى هو أننا لم نستعد للحكم بعد الثورة».
كانت عيناه على الحكم إذن، وهذا بالمناسبة لا يعيبه ولا ينتقص منه، فأى سياسى من حقه أن يكون لديه طموح للوصول إلى الحكم، لكن بشرط أن يكون واضحًا فيما يريده، لا أن يراوغ ويكذب ويدَّعى أنه رسول التغيير الذى يقول كلمته ويمضى، فعلى ما يبدو أنه كان يريد البقاء.
يتحدث البرادعى عن خطأ جوهرى، ولو كان منصفًا لتحدث عن خطيئة كبرى فى حق نفسه وشعبه ووطنه، لقد دفع الناس إلى الثورة، دون أن يكون لديه أدنى فكرة لما يمكن أن يحدث بعد ذلك، وهو ما أورثنا خرابًا واضطرابًا ودمارًا مازلنا نعانى منه حتى الآن.
البرادعى، ورغم خبرته السياسية وتجربته العريضة التى اكتسبها من العمل فى مؤسسات دولية، لا يختلف فى قليل أو كثير عن الشباب الساذج الذى نزل ميدان التحرير ليطالب برحيل مبارك، دون أن يكون لديه أدنى تصور عما يجب أن يحدث بعد مبارك.
كنت تسأل أحدهم: ما الذى سيحدث بعد مبارك؟ يقول لك: يحدث ما يحدث المهم أن يرحل، ولما رحل كانت هناك جماعة تنتظر الفرصة لنهب كل شىء، ولولا عون الله ويقظة الشعب غير المسيّس ومساندة الجيش لكانت هذه الجماعة جاثمة على صدورنا حتى الآن، ولكان الوطن الذى نتعبد إلى الله بحبه مرتعا للصوص وقطاع الطريق.
على «محمد البرادعى» أن يعتذر لجموع الشعب المصرى، ليس لأنه طالب بالتغيير، ولكن لأنه كان ساذجًا بأكثر مما ينبغى، وطامعًا أكثر مما يجب، ومغفلًا أكثر مما يجوز، ومراوغًا أكثر مما يستحق هذا الشعب، الذى وثق كثيرون منه فى حسن نواياه، وصدقوه فيما يقول.
لو أردتم الإنصاف فمحمد البرادعى هو أكبر مخادع فى تاريخنا الحديث، لا يعبد إلا نفسه، ولا يعمل إلا من أجلها، كان يخطط لأن تكون مصر كلها مكافأة نهاية خدمة له، دون أن يعرف