رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب.. فتنة زواج الرسول من العذراء مريم فى الجنة


الرسول يتزوج السيدة مريم فى الجنة... قول كمان يا شيخ سالم

اعتبرت العنوان الذى عبر أمامى عبثيًا، مواقع إلكترونية تنسب إلى الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف، قوله إن النبى محمدا، صلى الله عليه وسلم، سيتزوج السيدة مريم العذراء فى الجنة.

لم ألتفت إلى الموضوع كله، من ناحية لأن الدكتور سالم واعظ متميز وعاقل، ولا يمكن أن يردد مثل هذا الكلام الفارغ، ومن ناحية أخرى لأن صحافتنا الإلكترونية تقتات كثيرًا على الفبركة ولا تراعى الدقة فيما تنشره.

وحتى أكون على يقين بحثت، أين ومتى قال سالم ما قاله، لتكون المفاجأة، كان سالم يتحدث فى برنامج «المسلمون يتساءلون» على قناة «المحور» الأحد ٢٢ يناير، أفاض فى فضائل السيدة مريم عليها السلام، وقال إنها ستدخل الجنة مع النبيين، ثم صعد إلى المفاجأة الكبرى، فتكريم السيدة العذراء ليس فى دخول الجنة مع الأنبياء فقط، ولكنها ستتزوج من النبى محمد أيضًا.

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها هذا الكلام، لكنها المرة الأكثر استفزازًا، فالكلام منسوب إلى شيخ المفروض أنه يتصدى لتجديد الخطاب الدينى، وبدلًا من نقد ما فى كتب التراث الصفراء من ترهات نجده يرددها ويفرح بها، ويسوقها لمستمعيه وكأنه يزف لهم البشرى.

كلام سالم عبدالجليل ليس من خياله، فـ«ابن كثير» يفسر آية سورة التحريم: «عسى ربه إن طلقكنَّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارًا» الآية «٥»، بحديث روى عن بريدة رضى الله عنه، قال فيه: وعد الله، نبيه صلى الله عليه وسلم، فى هذه الآية أن يزوجه، الثيب آسية امرأة فرعون، والبكر مريم بنت عمران.

وهذا أبوهريرة يدلى بدلوه، يقول فى حديث رواه: دخل رسول الله بمارية القبطية سرًا ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فذكر حديثًا طويلًا جاء فى آخره: فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح، ومن الأبكار مريم بنت عمران وأخت موسى عليهم السلام.

دعك من جنون كتب التراث وتفسيرات الأولين ورواياتهم التى يطعن فيها العقل والمنطق، فليس معقولًا أن يقول الرسول هذا الكلام أو يفكر فيه، أتوقف فقط عند داعية معاصر ومسئول فى المؤسسة الدينية يردد هذا الكلام ويفاخر به.

لن أطلب ردًا من مؤسسة الأزهر على هذه الترهات، لسبب بسيط أن سالم عبدالجليل ورفاقه درسوا هذا الإفك فى مناهج الأزهر، وهذه فعليًا هى الجريمة الكاملة.