ارحموا دماء الشهداء يرحمكم الله
يتعامل البعض باستهانة شديدة مع أخبار من يرتقون إلى ربهم شهداء من أبنائنا فى القوات المسلحة، نعرف أنهم يقومون بواجبهم المقدس تجاه هذه الأرض، وبواجبهم الأقدس تجاهنا نحن الذين نعيش فى أمان بفضل تضحياتهم بأرواحهم، لكن هناك من يسعى إلى التشكيك فيمن يقف وراء اغتيالهم بخسة وندالة وغدر لا يتوافق مع قيم الإنسانية.
بعد دقائق قليلة
من حادث كمين النقب بالوادى الجديد، وجدت من يبحث عن ثغرة يشير من خلالها إلى أن
هناك هدفًا من الحادث تسعى إليه أجهزة الدولة، وهو التغطية على حكم «تيران
وصنافير»، واجتهد البعض الآخر بخبث وبسوء نية وطوية، فذهبوا إلى أن يد النظام هى
التى سفكت دماء الشهداء، حتى تبعث بالخوف فى نفوس المصريين، وتجعلهم مشدودين إلى
الجيش الذى يحارب الإرهاب، فنظل ممسكين بذيله لا نغادره.
التفسيرات كلها بائسة،
فنحن نواجه حربًا إرهابية شرسة، لا يتورع أعداؤنا فيها عن فعل أى وكل شىء لهز
استقرار هذا البلد، ثم وبعد أن يرتكبوا جريمتهم، يسعون إلى بث الشائعات لهز ثقتنا
فى كل شىء، فنلتفت عنهم، ونتفرج لتقطيع بعضنا البعض، وهذه غاية مرادهم ومنتهى
هدفهم.
لا يحتاج النظام
إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة للتغطية على حدث، مهما كان عظيمًا، ولا يمكن أن يقدم
أرواح الشهداء قربانًا تحت قدم بعض المهووسين، الذين يعتقدون أنهم يمكن أن يعيدوا
الكرة مرة أخرى، فيفقدونا أمننا وسلامنا واستقرارنا الذى نسعى جميعًا لتثبيته
ودعمه.
أعرف أن من يرتكبون
الجريمة الكبرى بقتل شهدائنا، لن يتورعوا عن الكذب والإفك الكامل، وهؤلاء لا
تلتفتوا إليهم، لكن التفتوا إلى من يصدقهم ويتفاعل مع ما يقولونه ويردد كلامهم
المتهافت، هؤلاء هم الأشد خطرًا، لأنهم يتحولون دون وعى إلى خصوم، وبدلًا من أن
يكونوا أدوات بناء يتحولون إلى وسائل هدم.
لم يرحم القتلة
الشهداء، قتلوهم بغدر وخيانة، فلا أقل من أن نرحمهم نحن، فلا نشيع الأكاذيب من
حولهم، لقد صعدوا إلى جوار ربهم وهم يدافعون عنى وعنك وعن هذه الأرض، فلا تُحزنوا
أرواحهم بما نقوله عنهم، صلوا من أجلهم وابتهلوا إلى الله أن يتقبلهم شهداء فى
مقاعد صدق عنده، وواصلوا مسيرتكم فى حماية بلدكم الذى هو خير البلاد عند الله.
الإرهاب ليس
خطرًا كبيرًا، إذا عرفنا من يحركه ومن يموله ومن ينفذه، لكن الخطر عندما نفقد
البوصلة، وندخل إلى التيه الكبير، فلا نعرف خصومنا من أعدائنا، ساعتها لن نكون فى
أمان، سيكون الخوف هو سيد الموقف، والخائفون لا يحمون أوطانهم بل يتركونها على
قارعة الطريق لمن يتخطفها، ووطننا عزيز علينا، لن نضيعه، لأن ضياعه يعنى ضياعنا
جميعًا، فأفيقوا يرحمكم الله.