برامجنا الصباحية
نعم، كانت بدايات البرنامج تشوبها بعض السلبيات المهنية من حيث الشكل والمضمون، وأعتقد أن من بينها إسناد إنتاجه لقطاع الأخبار، وعليه كان اختيار مقدميه من بين مجموعة مقدمى نشرات الأخبار والبرامج الإخبارية ومعظمهم لم يتدربوا على حرفية ومهارة إدارة الحوارات، وأيضاً من حيث الشكل فقد خاصم الذوق العام لتصميم ديكورات البرنامج ونظم الإضاءة فيه ملامح أن يكون البرنامج برنامجاً صباحياً، فبدلاً أن تسود الألوان المبهجة النهارية المضيئة الباعثة على التفاؤل والنشاط والحيوية، كانت الإضاءة الخافتة الكئيبة وقطع الديكور الكلاسيك القديمة بألوانها الباردة البشعة الموحية والمستدعية للنوم والتثاؤب والإحساس بالرتابة والملل، فّإذا أضفنا إيقاع تدفق فقرات البرنامج البطيئة والممتدة زمنياً وإيقاع إدارة الحوارات وسبل إلقاء مقدمى البرامج الهادئ المتسم به دائما مقدمو البرامج الأخبارية، فالحياة مع مثل تلك البرامج ومتابعتها كارثة نهارية بكل المقاييس، ولم يتنبه قادة القطاع الإخبارى العجيب إلا للدور السياسى المفروض أن يلعبوه بناء على أوامر «الله يزهزه عصره» .. على سبيل المثال، فى الأيام الأولى لثورة يناير كانت حلقات البرامج الإخبارية تنكر أحداث التحرير والوحيدة التى لا تنقل أحداث الثورة، بل وصل حد الكذب والنفاق فى زمن إدارة «عبداللطيف المناوى» وقطاع أخباره التحدث مع كل محافظى الجمهورية لنفى أى أحداث تقع على أراضيها بما فيها «السويس» التى شهدت مواجهات دامية فى ميادينها الكبرى فى الأيام الأولى للثورة!!
وعليه، أرى أن برنامج « صباح البلد، ومقدمته الرائعة «دينا رامز» ورئيس تحريره «أحمد مجدى» الكاتب الصحفى ورئيس القسم الدبلوماسى بجريدة « الأخبار» المبدع فى خياراته لنوعية الأخبار والموضوعات ونوعية ضيوفه، ومعه أسرة إعداد رائعة، وديكور يبعث على البهجة والتفاؤل وإيقاع فقرات لاهث ومتسارع .. يقدمون جميعاً النموذج الجيد الرائع للبرنامج الصباحى المتميز فى أيامه طوال الأسبوع باستثناء يومى «الويك إند » للأسف لأنه يذكرنى عبر مقدمته بذكريات قطاع الأخبار للتليفزيون المصرى وخطاياه التى لا تغتفر!!