العقول الحجرية ومعزوفة التراتيل الخشبية
أما الجريمة الثانية، فقد كانت فى تبنى الوزارة إقامة تماثيل ميدان لرموز ثقافية وفكرية وعسكرية، فتكون الكارثة فى تشويه صور وملامح وأجساد أصحابها، حتى أظن أن أرواحهم باتت تشكونا إلى بارئها من جراء قبح ما بدت عليها تماثيلهم.. والغريب أنه بسؤال الوزير، قال «أجيب لكم منين محمود مختار تانى ؟!!» ولا أعرف كيف لوزير ثقافة بلد تضم 90 مليون مواطن ليس من بينها نحات واحد، والأغرب أن التصريح لفنان تشكيلى وابن لقطاع جماهيرى كبير فى وزارة الثقافة، ويعلم أن لدينا رواداً فى فن النحت من بينهم على سبيل المثال الفنان الكبير آدم حنين والراحل أخيراً الفنان صبرى ناشد وغيرهم لا يتسع المجال لحصرهم وبيان مساهماتهم.. عمل الفنان صبرى ناشد مديراً لمجمع الجزيرة للفنون ثم مديراً لإدارة التوثيق الفنى ثم مشرفاً عاماً على المتاحف الفنية ثم مديراً عاماً للمتاحف والمعارض بقطاع الفنون التشكيلية.. تم تكليف الفنان بعمل لوحة جدارية نحت بارز بخامة البوليستر مقاس 7 × 2 متر عن طرد الهكسوس من مصر بمبنى بانوراما 6 أكتوبر.
الموسوعات المحلية والعالمية المدرج فيها اسم الفنان.. سجل اسمه فى الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة ـ الطبعة الأولى «الهيئة العامة للاستعلامات» 1989، سجل اسمه فى موسوعة إعلام مصر فى القرن العشرين «وكالة أنباء الشرق الأوسط» 1996، من أعمال الفنان المهمة تمثال بعنوان «البحث عن كوكب آخر» الذى أظهر قدرة الفنان فى السيطرة على خامة الخشب لتصبح كالشمع، فى عام 1974 أهدت السيدة جيهان السادات تمثاله «زهرة الصبار» للسيدة نانسى كيسنجر، حرم وزير خارجية أمريكا، فى ذلك الوقت هدية رسمية، حيث تم تسليمه لمتحف الفن الأفريقى بواشنطن. مقالى رسالة لوزير الثقافة الجديد مفادها «والله العظيم بلدنا مليانة مبدعين»!!!